وعجبت لمن كابد العدو ، وكيف لا يقول : (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) (١) والله يقول : (فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا) (٢).
وعجبت لمن يستحسن شيئا ، ويتمناه كيف لا يقول : (ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً (٣٩) فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ) (٣).
وعنه رضي الله عنه : أربعة لا تستجاب دعواهم :
رجل جالس في بيته ، فاتح فاه ، يقول : يا رب ارزقني ، فيقول الله : ألم آمرك بالطلب ، ألم تسمع قولي : (وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) (٤).
ورجل له امرأة مؤذية يقول : يا رب خلصني منها فيقول له : ألم أجعل أمرها بيدك.
ورجل كان له مال فأتلفه (٥) إسرافا ، ثم جعل يقول : يا رب اخلف عليّ. فيقول : ألم تسمع قولي : (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً) (٦).
ورجل دفع مالا إلى رجل بغير بيّنة (٧) ، ثم طالبه ، فأنكر. فجعل يقول : يا ربّ ، أنصفني منه ، فيقول له : ألم آمرك بالشهادة ، ألم تسمع قولي : (وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ) (٨).
__________________
(١) غافر : ٤٤.
(٢) نفسها : ٤٥.
(٣) الكهف : ٣٩ ، ٤٠.
(٤) الجمعة : ١٠.
(٥) في الأصل : فابله).
(٦) الفرقان : ٦٧.
(٧) في الأصل : يعبر بينه).
(٨) البقرة : ٢٨٢.