فصل
في ذكر قصة نوح عليهالسلام
قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «عترتي (١) كسفينة نوح من ركب فيها نجا. ومن تأخر عنها (٢) هلك».
ويروى أن نوحا عليهالسلام كان يحمد الله إذا أكل ، وإذا شرب ، وإذا لبس ، وإذا نام. فأثنى عليه عند ذكره فقال : (إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً) (٣).
قال الصولي في كتاب الوزراء (٤) :
كان أول ما ارتفع به أمر (٥) أحمد بن يوسف أن المخلوع لما قتل ، أمر طاهر بن الحسين الكتاب أن يكتبوا بذلك إلى المأمون. فأطالوا فقال طاهر : أريد أحسن من هذا كله.
وأوجزه (٦). فوصف له أحمد بن يوسف فأمر بإحضاره. فحضر. وكتب (٧) :
أما بعد ، فإن المخلوع وإن كان قسيم أمير (٨) المؤمنين في النسب واللحمة (٩). فقد فرق كتاب الله بينهما (١٠) في الولاية والحرمة ، فيما اقتص علينا من نبأ نوح (١١) عليهالسلام
__________________
(١) في ثمار القلوب ص ٢٩ : إن عترتي ، والحديث أخرجه الحاكم النيسابوري في المستدرك ج ٣ / ١٥١ بلفظ (ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك) ، ورواه الخطيب البغدادي ج ١٢ / ٩١ وأخرجه بمصادره الأميني في الغدير ج ٢ / ٣٠١.
(٢) في الأصل : (منها).
(٣) الإسراء : ٣.
(٤) الخبر في الوزراء والكتاب : الجهشياري : ٣٠٤ ، ونقله الثعالبي أيضا في أحسن ما سمعت : ٢٦.
(٥) في الأصل : (آجر).
(٦) في الأصل : (وأوجزوا).
(٧) في الوزراء والكتاب عن علي بن أبي سعيد أنه رأى محمد وقد أدخله ذو الرياستين على ترس بيده إلى المأمون فلما رآه سجد ثم أمره المأمون أن ينشئ كتابا عن طاهر بخبره ليقرأه على الناس فكتب عدة كتب لم يرضها ، واستطالها فكتب أحمد بن يوسف في ذلك كتابا.
(٨) في الأصل : (قسم).
(٩) اللحمة : القرابة.
(١٠) في الوزراء والكتاب : فقد فرق حكم الكتاب والسنة بينه وبينه.
(١١) في الوزراء ، فيما اقتص عليه من نبأ نوح.