وابنه حيث قال : (يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) (١) ولا صلة لأحد في معصية (٢) الله ، ولا قطعية ما كانت في ذات الله.
وكتب إلى أمير المؤمنين : وقد قتل الله المخلوع وردأه ردء نكثه ووصلت (٣) لأمير (٤) المؤمنين الدنيا والآخرة ، أما الدنيا ففي (٥) رأس المخلوع. وأما الآخرة : فالبردة (٦) والقضيب والحمد لله الآخذ له ممن خان عهده ، ونكث عقده. حتى رد لأمير المؤمنين الألفة وأقام به الشريعة.
فرضي طاهر بذلك وأنفذه ، ووصل أحمد بن يوسف ، وعلا قدره ، حتى استوزره المأمون (٧).
وقرأت في كتاب التاجي لأبي إسحاق الصابي (٨) فصلا في هذا المعنى استحسنته جدا (٩) وهو (في ذكر من أفسد وجار) (١٠) : قد نطق الكتاب ببراءة نوح [من] (١١) ولده ،
__________________
(١) زيادة ليست في الأصل والقول إشارة إلى قوله تعالى في سورة هود : ٤٦.
(٢) في الوزراء والكتاب : ولا قطيعة ما كانت القطيعة في ذات الله.
(٣) من هنا تختلف رواية الثعالبي عن رواية الوزراء والكتاب إذ ورد فيه : واحصد لأمير المؤمنين أمره ، وأنجز له ما كان ينتظره من وعده ، فالحمد لله الراجع إلى أمير المؤمنين معلوم حقه ، الكائد له من ختر عهده ، ونقض عقده. حتى ردّ الله به الألفة بعد فرقتها ، وأحيا به الأعلام بعد دروسها ، وجمع به الأمة بعد فرقتها والسلام. وانظر الطبري ١٠ / ٢١٤ ، معجم الأدباء ٥ / ١٦٧ ، زهر الآداب ٢ / ٣٨.
(٤) في الأصل : (إلى).
(٥) في الأصل : (في).
(٦) البردة والقضيب من شارات الخلافة. والبردة هي بردة النبي صلىاللهعليهوسلم التي كان الخلفاء يلبسونها بالأعياد وعند توليهم الخلافة.
والقضيب عود كان للنبي يأخذه بيده ، وهو من تركاته وهو ثالث علامات الخلافة. فإذا تولى الخليفة جاءوه بالبردة والخاتم والقضيب. انظر : شرح الأستاذ ميخائيل عواد في تحقيقه لرسوم دار الخلافة : ٨١.
(٧) في الوزراء والكتاب ٣٠٤ فلما عرض النسخة على ذي الرياستين رجع نظره فيها. قال لأحمد بن يوسف : ما أنصفناك وأمر بصلات وكسى وكراع وغير ذلك. وقال له : إذا كان غدا فاقعد في الديوان وليقعد جميع الكتاب بين يديك. واكتب إلى الآفاق.
(٨) في الأصل : (الصاني).
(٩) في الأصل : (جيدا).
(١٠) في الأصل : (في ذكر من أفسر وبجار).
(١١) ما بين القوسين ليس في الأصل والقول إشارة إلى قوله تعالى في سورة هود : ٤٦.