وفي الخبر : إن المنبت لا أرضا قطع ، ولا ظهرا أبقى (١).
وفي القرآن الكريم : (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) (٢).
فصل
في ذكر المروءة
سئل محمد بن حرب الهلالي (٣) عن المروءة فقال :
جماعها في قول الله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (٤).
قال ابن عباس :
كل ما شئت من الطيبات ، والبس ما أحببت من الثياب السرية. إذا أخطأتك اثنتان سرف أو مباهاة (٥) ثم قرأ : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ
__________________
(١) المثل في مجمع الأمثال ١ / ١ والمنبتّ : المنقطع عن أصحابه في السفر. والظهر الدابة. قال عليه الصلاة والسلام لرجل اجتهد في العبادة حتى هجمت عيناه أي غارتا فلما رآه قال له : (إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، إن المنبت ..) أي الذي يجد في سيره حتى ينبت أخيرا. ويضرب المثل لمن يبالغ في طلب الشيء ، ويفرط حتى ربما يفوته على نفسه.
(٢) الإسراء : ١١٠.
(٣) محمد بن حرب الهلالي. ذكر الجاحظ في البيان والتبيين أخبارا رواها عنه وأقوالا بليغة. انظر البيان والتبيين ٢ / ٧٤ ، ٧٧ ، ١١٥ ، ١٥١ ، ١٧٩ ، ٢٥٧ ، وذكر أبو الفرج الأصفهاني أنه كان على شرطة محمد بن سليمان العباسي. انظر الأغاني ١٧ / ٨٨.
(٤) النحل : ٩٠.
(٥) القول في عيون الأخبار ٣ / ٣٩٦ : (كل ما شئت) والبس ما شئت إذا ما أخطأك شيئان ، سرف ومخيلة.