وقال : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) (١).
وقال : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) (٢).
حدّث الهيثم بن ميمون عن بعض أصحابه ، فيهم بلال (٣) وسلمان (٤) ، وصهيب (٥) ومعاذ (٦) كانوا جلوسا في المسجد فجاء عيينة بن حصن (٧) يجر رداءه. فقال :
من هؤلاء السّقاط؟. فقام إليه معاذ ، فلبّبه (٨) ، وانطلق به إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأخبره بالخبر ، فتمعر (٩) وجهه وأمر فنودي إلى الصلاة الجامعة. وقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
أما بعد. فلا أعرفن أحدكم يقول ما قال هذا الغطفاني. ألا إن الله هو الرب ، والدين هو الإسلام. والقرآن هو الإمام. وآدم هو السبب ، خلق من طين. وأنا رسول الله إلى (الناس) (١٠) كافة ، و (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) (١١).
__________________
(١) الطلاق : ٢ ، ٣.
(٢) الطلاق : ٤.
(٣) بلال بن رباح الحبشي ، أبو عبد الله مؤذن الرسول صلىاللهعليهوسلم ، وخازنه على بيت ماله. توفي في دمشق سنة ٢٠ ه. التهذيب ١ / ٥٠٢.
(٤) سلمان الفارسي : صحابي أصله من أصبهان ، شهد كثيرا من المعارك ، مات في المدائن في خلافة عثمان وقيل سنة ٣٦ ه أو ٣٧ ه. انظر : التهذيب ٤ / ١٣٨.
(٥) صهيب بن سنان الرومي صاحب رسول الله ، وكان قد أسلم وعذب كثيرا في بدء الدعوة وهاجر مع الرسول صلىاللهعليهوسلم. وشهد بعض المغازي. الاستيعاب ٢ / ٧٢٢.
(٦) هو معاذ بن جبل بن عمر بن أوس. شهد مع النبي معارك عديدة. وأمره النبي صلىاللهعليهوسلم على اليمن ، وروى عن الرسول صلىاللهعليهوسلم. مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة. انظر : الطبقات : ٣٠٤.
(٧) عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر. كان من المؤلفة قلوبهم. أسلم قبل الفتح ، ولم تصح له رواية. وشهد حنين والطائف.
ارتد في زمن أبي بكر ثم عاد إلى الإسلام وقيل إن عمر قتله على الردة. انظر الإصابة ٣ / ٥٥.
(٨) لبّبه تلبيا : إذا جمع ثيابه عند صدره ونحره في الخصومة ثم جره. انظر : الصحاح (لبب).
(٩) تمعر لونه عند الغضب ، إذا تغير. انظر : الصحاح ، لسان العرب (معر).
(١٠) زيادة ليست في الأصل.
(١١) الحجرات : ١٣.