ويقول صاحب الميزان ، في هذا الاتجاه : «لكن السياق ودأب القرآن في بياناته لا يلائمانه ، فإن قوله : (وَالْأَرْحامَ) ، إن جعل صلة مستقلة للذي ، وكان تقدير الكلام : واتقوا الله الذي تساءلون بالأرحام ، كان خاليا من الضمير ، وهو غير جائز ، وإن كان المجموع منه ومما قبله صلة واحدة للذي ، كان فيه تسوية بين الله ـ عز اسمه ـ وبين الأرحام في أمر العظمة والعزة وهي تنافي أدب القرآن» (١).
وفي ضوء ذلك ، نلتقي بقراءة النصب في كلمة (وَالْأَرْحامَ) لنختارها باعتبار أنها هي الأرجح والأقرب ، وذلك في ما رواه الضحاك أن ابن عباس كان يقرأ (وَالْأَرْحامَ) على هذا القول : اتقوا الله في الأرحام فصلوها. وعن الربيع قال : (اتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) ، قال : يقول : واتقوا الله في الأرحام فصلوها (٢). وجاء في الحديث عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «سألته عن قول الله عزوجل : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) قال : هي أرحام الناس. أمر الله تبارك وتعالى بصلتها وعظّمها. ألا ترى أنّه جعلها معه؟» (٣).
* * *
السر في التأكيد على صلة الأرحام
وقد يتساءل الإنسان عن سر هذا التأكيد على الأرحام ، في ما يريد
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج : ٤ ، ص : ١٤٢.
(٢) تفسير البيان ، م : ٣ ، ج : ٤ ، ص : ٣٠١.
(٣) المجلسي ، محمد باقر ، بحار الأنوار ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان ، ط : ١ ، ١٤١٢ ه ـ ١٩٩٢ م ، م : ٢٦ ، ج : ٧١ ، ص : ٦٤ ، باب : ٣ ، رواية : ٣٦.