العائلية ، بل تتحرك في آفاق التأكيد على أصالة العلاقات الإنسانية والعمل على تعميقها وامتدادها الأخلاقي في شخصية الإنسان المسلم ، فلا تخضع للأوضاع السلبية الطارئة في ما تفرزه التشنجات من سلبيات. أما حدود هذه العلاقات ومجالها الحركي وامتدادها في الخط الإنساني ، فتتكفل بها التشريعات الإسلامية التي تضع هذه العلاقات في نطاق التفاصيل الشرعية ، من حيث انسجامها مع الخطوط الأخرى التي تتحرك فيها العلاقات العامة ، كما نواجه ذلك في الخط الإيماني الذي يضع للإنسان المسلم الحدود الفاصلة لعلاقته بالمؤمنين والكافرين في ما يتحفظ به أو في ما ينطلق فيه ، وذلك ما يمثّل الضوابط الثابتة لحركة علاقة الإنسان بأرحامه.
* * *
نقطة منهجية في استخلاص المفاهيم القرآنية
وربما كان من الإخلاص للبحث ـ هنا ـ أن نشير إلى نقطة مهمة جدا في مجال استنباط المفاهيم الإسلامية من المصادر الشرعية في الكتاب والسنّة ، فقد لا يكفي في استخلاص المفاهيم من المصادر الإسلامية أن نأخذ حدودها من حديث واحد أو آية واحدة ، بل لا بد لنا من الدخول في عملية مقارنة بين الأحاديث أو الآيات التي يتعرض كلّ منها لجانب من جوانب الصورة ، لتكتمل الصورة من خلال الموازنة بين جوانبها. وقد وقع الكثيرون في الخطأ من خلال إغفالهم لهذا الجانب ، من خلال ما حاولوه من تحديد المفاهيم العامة في الإسلام ، كما نواجهه في الأبحاث التي تتحدث عن رفض الإسلام للدنيا من خلال أحاديث الزهد ، من دون ملاحظة للأحاديث أو الآيات التي تتحدث عن التشجيع الإيجابي لانطلاق الإنسان مع طيبات الحياة ولذائذها أو بالعكس ، مما يوحي بالبعد عن الصورة الواقعية