الى كثرة الوجوه الواردة في الآية ، هو أن مقابلة الخوف من عدم العدل في اليتامى لا تتناسب مع الرخصة في النكاح إلى الأربع ، ولكن التدقيق فيها يوحي لنا بأن الخوف هو العنصر المقابل في الموردين ، إلا أن طريقة التعبير في الفقرة الثانية لم تجعله في أول الفقرة ، بل جعلته في آخرها ؛ مما يوحي بإرادة التوازن بينهما في العدل هنا وهناك ، مع الإيحاء بالحالة النفسية التي تدعو إلى الالتزام. ولعل التأمّل الدقيق في الآية ، يكشف للمتأمل وضوح هذا الوجه ؛ والله العالم.
* * *
إشكالات على تعدد الزوجات
كيف نواجه تعدد الزوجات في نتائجه النفسية والاجتماعية والاقتصادية ، من خلال السلبيات التي يثيرها الآخرون هنا وهناك ، لا سيما بعد أن حاول أعداء الإسلام أن يجعلوا من هذا التشريع نقطة ضعف كبيرة ليدلّلوا على تخلّف الإسلام عن خط العدالة والمساواة ، في ما يريده للعائلة من ثبات وطمأنينة واستقرار؟ فقالوا : إنه يحوّل المرأة إلى مجرد أداة للمتعة ، ويشجّع الاتجاه الشهواني للرجل ، عند ما يفتح أمامه باب التعدد والحصول على ما طاب له من النساء ، ويؤدي إلى الاستغراق في هذا الجانب ، والابتعاد عن الآفاق الروحية التي ترتفع به عن حاجات الجسد ، والاقتراب من الطبيعة الحيوانية فيه. وهذا أمرٌ لا يلتقي مع روحيّة الدين الذي يعمل على تهذيب الغرائز الإنسانية وترويضها ، والانطلاق بها إلى ما يحقق له حاجته الطبيعية من دون إفراط.
وقالوا : إنه يفقد البيت الزوجي طمأنينته واستقراره ، بسبب ما يولّده