من عوامل الحقد بين الزوجات ، من خلال التنافس الذي يحصل بينهنّ للاستئثار بعاطفة الرجل ، فينتهي ذلك الى التنازع والتخاصم ، لا سيّما في الحالات التي قد يميل فيها الرجل إلى واحدة دون أخرى ، انطلاقا من نزوة أو رغبة أو عاطفة أو مصلحة ، فيخلق لإحداهما عقدة نفسية ضد صاحبتها. وقد تتعاظم العقدة فتؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من مشاكل عامة وخاصة ؛ ولا يقتصر ذلك على الزوجات ، بل يتعداه إلى الأولاد الذين قد يتعقدون ضد بعضهم البعض تبعا للعقدة الحاصلة بين الأمهات. وربما تتحول عقدتهم إلى مشاعر سلبية ضد الأب ، الذي تدفعه رغبته إلى إهمال أولاده من زوجته غير المفضلة لديه.
وهذا أمر لا يلتقي مع طبيعة المودّة والرحمة اللّتين ترتكز عليهما العلاقة الزوجية في الإسلام ، ولا ينسجم مع مفهوم السكن ، الذي جعله الإسلام طابع هذه العلاقة في القرآن.
وقالوا : إنه يؤدي إلى إرباك الواقع الاقتصادي للعائلة ، لأن التعدد يضيف إلى الميزانية أعباء جديدة ، تبعا للحاجات المتعددة لكل واحدة من الزوجات ، ويساهم في تكثير النسل الذي يربك الجانب الاقتصادي للإنسان وللأمة ، ويضعف الجانب التربوي للأولاد ؛ فقد لا يستطيع الوالد أن يخطط ـ بطريقة معقولة ـ للسير بتربيتهم في الاتجاه السليم.
وهذا أمر لا يلتقي مع المصلحة الحقيقية للإنسان ، التي تتمثل في انطلاق الحياة في خط اليسر ؛ وذلك لأن العسر المالي قد يوقع الإنسان في قبضة الانحراف عن الحق تحت ضغط الحاجة الى الآخرين ، كما عبّر عنه في دعاء «مكارم الأخلاق» في «الصحيفة السجادية» : «اللهم صن وجهي باليسار ، ولا تبتذل جاهي بالإقتار ؛ فأسترزق أهل رزقك ، وأستعطي شرار خلقك ؛ فأفتتن بحمد من أعطاني وأبتلى بذم من منعني ؛ وأنت من دونهم