يجعل الحرب مصدرا كبيرا من مصادر المشكلة لمبدأ الوحدة ، وقد قيل إن بعض الأشخاص في مجلس النواب الألماني طالب بتشريع التعدد في الزواج ، لمواجهة الحالة المفجعة التي أثارتها الحرب العالمية الثانية في قلة عدد الرجال بالنسبة إلى النساء.
ومنها : حالة العقم التي تكون لدى الزوجة في الوقت الذي يعيش فيه الإنسان الشعور بالحاجة إلى الأبوّة ، ولا يريد الانفصال عن زوجته لوجود الانسجام بينهما ؛ ولا شك أن التعدد هو الحل الطبيعي لمثل هذه الحالة.
وهناك أكثر من جانب من الجوانب الواقعية التي تخلق المشاكل أمام مبدأ الوحدة ، وتجعل من التعدد حلّا طبيعيا أقرب إلى الطبيعة الإنسانية الخاضعة في ذاتها إلى نوازع وحاجات جسدية وروحيّة لا بد للإنسان من تلبيتها ، فيما إذا أراد الانسجام مع حالة التوازن النفسي التي تفرضها الحاجة إلى الاستقرار.
* * *
لماذا التعدّد للرجل دون المرأة؟
قد تثار هذه القضية من خلال سؤال يفرض نفسه هو ، لماذا أباح الإسلام للرجل أن يعدّد في زوجاته ، ولم يبح للمرأة أن تعدّد في الأزواج؟
ونجيب عنه في نقطتين :
النقطة الأولى : إن نظام الأسرة الأبوي ، القائم على أساس شخصية الأب كوجه أصيل للأسرة ، هو نظام أساسي في الإسلام ، وربما كان أساسيا في الواقع الإنساني كله ، وإذا كان التاريخ قد عرف في بعض مراحله نظام الأسرة الأمومي ـ إن صح التعبير ـ أي النظام الذي تحكمه الأم ويكون الأب تابعا في القيام على شؤون الأسرة ، فإن ذلك يعتبر حالة شاذة لا عامة.