والسعادة النفسية لا سيما بالنسبة إلى المرأة.
وقد نلاحظ أن المرأة تميل إلى العلاقات الموحدة أكثر من ميلها إلى العلاقات المتعددة ، ولهذا نجد ظاهرة الوفاء في العلاقات الجنسية لدى المرأة أكثر منها لدى الرجل ، لأنها تشعر بالاكتفاء بالعلاقة الواحدة في حالتها الطبيعية ، في ما يحققه ذلك من عوامل الإثارة لديها ، بينما لا نجد ذلك الشعور نفسه لدى الرجل. وعلى ضوء ذلك كله ، نقف أمام الحقيقة الواقعية التي تفرض الحاجة إلى التعدد لدى الرجل من ناحية الغريزة والأوضاع الإنسانية العامة ، مما يجعل من ذلك قضية في حجم الظاهرة التي يجب أن يواجهها التشريع بالحل العملي ؛ ولا نجد ذلك لدى المرأة ، بل كل ما هناك وجود حالات طارئة سريعة لا تفرض الاهتمام الكبير.
* * *
انسجام التشريع وحاجات البشر الطبيعية
وهكذا نجد التشريع الإسلامي يواجه الواقع بحلوله للمشاكل المعقّدة من موقع الحاجة الطبيعية للإنسان ، لأنه لا يشرّع للملائكة بل يشرّع للبشر. وكان التعدد حلا طبيعيا لمشكلة الرجل والمرأة معا من الناحية الجنسية والاجتماعية. ولمّا كانت القضية تعيش في نطاق الرخصة لا في دائرة الإلزام ، كان من الممكن للإنسان أن يمارس حريته من خلال ظروفه ، ليصل بذلك إلى حدود التوازن في حياته ؛ فقد يجد المصلحة في الوحدة ، وقد يجدها في التعدد ، وقد يجدها في عدم الزواج ، مما يجعل الإنسان يمارس واقعه على أساس شرعي ، يبتعد به عن الأوضاع غير الشرعية في أيّ ظرف