عبد الله عليهالسلام في قول الله (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ) [النساء : ١٢٩] ، قال : في المودة (١).
وفي الكافي بإسناده عن نوح بن شعيب ومحمد بن الحسن قال : سأل ابن أبي العوجاء هشام بن الحكم ، فقال له : أليس الله حكيما؟ قال : بلى ، وهو أحكم الحاكمين قال : فأخبرني عن قوله عزوجل : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً) أليس هذا فرض؟ قال : بلى ، قال : فأخبرني عن قوله عزوجل : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ) [النساء : ١٢٩] ، أي حكيم يتكلم بهذا؟ فلم يكن عنده جواب.
فرحل إلى المدينة إلى أبي عبد الله عليهالسلام ، فقال : يا هشام في غير وقت حج ولا عمرة؟ قال : نعم ، جعلت فداك لأمر أهمّني ، إن ابن أبي العوجاء سألني عن مسألة لم يكن عندي فيها شيء ، قال : وما هي؟ قال : فأخبره بالقصة.
فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : أما قوله عزوجل : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً) يعني في النفقة ، وأما قوله (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ) [النساء: ١٢٩] ، يعني في المودة.
قال : فلما قدم عليه هشام بهذا الجواب وأخبره ، قال : والله ما هذا من عندك (٢).
أقول : وروي أيضا نظير الحديث عن القمي ، أنه سأل بعض الزنادقة أبا
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج : ٥ ، ص : ١٠٨.
(٢) الكافي ، ج : ٥ ، ص : ٣٦٢ ، رواية : ١.