ثابتة لا تنتقل. فمن يرى نهرا أو شجرا أو أسدا فى حلم الليل لم ير النهر الحقيقى أو الشجر أو الأسد ، وانما رأى صورا. وكذلك «الشيخ» مع مريديه ، لم يكن معهم حقيقة فى حلم الليل ، حتى يدعوا أنهم وصلوا ، وصارت لهم مقامات ودرجات عاليات.
ورد عليه فى صفات الله تعالى بأن الله ليس كمثله شيء. ولا نقول هو جسم. وانما نقول : هو إله واحد ، فوق عرشه مستوى. وله يد ـ كما قال ـ لا نعلم كيفيتها. وكل صفة أوردها عن نفسه فى القرآن ، نقر بها ـ كما نطق بها ـ بلا تأويل ولا تشبيه ولا تمثيل.
هذا هو الفرق بين الشيخين العظيمين الجليلين. وهما مسبوقان بما قالا. فابن تيمية أخذ من «ابن خزيمة» وغيره. والرازى أخذ عن ائمة معروفين ، منهم الأشعرى والشيعى والمعتزلى والسلفى المتأخر. الّذي يقال عنه انه من أهل الخلف.
وقد قال الشيخ محمد أبو زهرة عن مذهب الشيخ ابن تيمية فى صفات الله تعالى : ان مذهبه محير. والشيخ محمد لم يقل حقا. فان مذهبه واضح ، وله أتباع يفسرونه ويقنعون به. انه يقول : ان الله تعالى كلم موسى عليهالسلام فى جبل طور سيناء. والمتكلم هو الّذي يفعل الكلام. والّذي يفعل الكلام ذات. وقد تجلت حقيقة لجبل طور سيناء ولما تجلت الذات صار الجبل دكا من هيبتها. فهو أثبت ذاتا ، وأثبت لها تجليا ، وأثبت لها كلاما. وأكد أن الذات تتجلى من قوله تعالى : («هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ)؟ فقد منع التأويل بمجيء أمره ، من التنويع المذكور ، فان الملائكة قد تأتى بالأمر.
وأكد الشيخ ابن تيمية مذهبه بقوله : ان آيات الصفات فى القرآن تؤخذ على ظاهرها بدون تأويل. فاليد فى قوله (يُرِيدُ اللهُ) هى يد ، وكيفيتها مجهولة. لقوله : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ») هذا هو مذهب الشيخ