قالَ الْأَوَّلُونَ (٨١) قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٨٢) لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٨٣) قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٤) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٨٥))
قوله تعالى : (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) قال المفسرون : يريد أنهم لا يشكرون أصلا.
قوله تعالى : (ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ) أي : خلقكم من الأرض.
قوله تعالى : (وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) أي : هو الذي جعلهما مختلفين يتعاقبان ويختلفان في السّواد والبياض (أَفَلا تَعْقِلُونَ) مال ترون من صنعه؟! وما بعد هذا ظاهر إلى قوله : (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ) أي : قل لأهل مكّة المكذّبين بالبعث : لمن الأرض (وَمَنْ فِيها) من الخلق (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) بحالها ، (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ) قرأ أبو عمرو : «لله» بغير ألف ها هنا ، وفي اللّذين بعدها بألف. وقرأ الباقون : «لله» في المواضع الثلاثة. وقراءة أبي عمرو على القياس. قال الزّجّاج : ومن قرأ : «سيقولون الله» فهو جواب السؤال ، ومن قرأ «لله» فجيّد أيضا ، لأنك إذا قلت ؛ من صاحب هذه الدّار؟ فقيل : لزيد ، جاز ، لأنّ معنى «من صاحب هذه الدّار؟» : لمن هي؟ وقال أبو عليّ الفارسيّ : من قرأ «لله» في الموضعين الآخرين ، فقد أجاب على المعنى دون ما يقتضيه اللفظ. وقرأ سعيد بن جبير ، وأبو المتوكّل ، وأبو الجوزاء : «سيقولون الله» «الله» «الله» بألف فيهنّ كلّهنّ. قال أبو عليّ الأهوازي : وهو في مصاحف أهل البصرة بألف فيهنّ. قوله تعالى : (قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) فتعلمون أنّ من قدر على خلق ذلك ابتداء ، أقدر على إحياء الأموات؟!
(قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (٨٧) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٨) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (٨٩))
قوله تعالى : (أَفَلا تَتَّقُونَ) فيه قولان : أحدهما : تتّقون عبادة غيره. والثاني : تخشون عذابه. فأمّا الملكوت ، فقد شرحناه في سورة الأنعام (١).
قوله تعالى : (وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ) أي : يمنع من السّوء من شاء ، ولا يمنع منه من أراده بسوء ، يقال : أجرت فلانا : أي : حميته ، وأجرت عليه : أي : حميت عنه.
قوله تعالى : (فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) قال ابن قتيبة : أنّى تخدعون وتصرفون عن هذا؟!.
(بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (٩٠) مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ (٩١) عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٩٢))
__________________
(١) سورة الأنعام : ٧٥.