والثالث : أنّ وجهها وجه رجل ، وسائر خلقها كخلق الطّير ، قاله وهب.
والرابع : أنّ لها أربع قوائم وزغبا وريشا وجناحين ، قاله مقاتل.
وفي المكان الذي تخرج منه خمسة أقوال : أحدها : من الصّفا.
(١٠٦٩) روى حذيفة بن اليمان عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «بينما عيسى يطوف بالبيت ومعه المسلمون ، تضطرب الأرض تحتهم ، وينشقّ الصّفا ممّا يلي المسعى ، وتخرج الدّابّة من الصّفا ، أول ما يبدو منها رأسها ، ملمّعة ذات وبر وريش ، لن يدركها طالب ، ولن يفوتها هارب».
(١٠٧٠) وفي حديث آخر عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «طولها ستون ذراعا» ، وكذلك قال ابن مسعود : تخرج من الصّفا.
(١٠٧١) وقال ابن عمر : تخرج من صدع في الصّفا كجري الفرس ثلاثة أيام وما خرج ثلثها.
وقال عبد الله بن عمر : تخرج الدّابّة فيمسّ رأسها السّحاب ورجلاها في الأرض ما خرجتا.
(١٠٧٢) والثاني : أنها تخرج من شعب أجياد ، روي عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وعن ابن عمر مثله.
والثالث : تخرج من بعض أودية تهامة ، قاله ابن عباس. والرابع : من بحر سدوم ، قاله وهب بن منبّه. والخامس : أنها تخرج بتهامة بين الصّفا والمروة ، حكاه الزّجّاج.
(١٠٧٣) وقد روى أبو هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «تخرج الدّابّة معها خاتم سليمان ، وعصا موسى ، فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتحطم أنف الكافر بالخاتم ، حتى إنّ أهل البيت ليجتمعون ، فيقول
____________________________________
(١٠٦٩) ضعيف. أخرجه الطبري ٢٧١٠٠ من حديث حذيفة بن اليمان ، وإسناده ضعيف لضعف روّاد بن الجراح.
وقال ابن كثير في «تفسيره» ٣ / ٤٦٤ عن هذا الحديث : لا يصح. وورد من حديث أبي طفيل عن أبي سريحة أخرجه نعيم بن حماد في «الفتن» ص ٤٠١ والطيالسي ١٠٦٩ والحاكم ٤ / ٤٨٤ ح ٨٤٩٠ وإسناده ضعيف لضعف طلحة بن عمرو الحضرمي كما قال الذهبي متعقبا للحاكم في تصحيحه للحديث.
(١٠٧٠) عزاه الحافظ في «تخريجه» ٣ / ٣٨٤ للثعلبي من حديث حذيفة اه. ولم يبين إسناده ، وتفرّد الثعلبي به دليل على وهنه ، وهذا بالنسبة لصدر الحديث (أن طولها ستون ذراعا) وأما باقي لفظ حديث حذيفة فهو المتقدم.
وانظر تفاصيل ذلك في «الفتن» لنعيم بن حماد ص ٤٠١ و «الدر» ٥ / ٢١٧ ـ ٢٢٠ وابن كثير ٣ / ٣٨٧ و «المستدرك» ٤ / ٤٨٤ ـ ٤٨٦. وانظر «تفسير القرطبي» ١٣ / ٢١١ بتخريجنا.
(١٠٧١) موقوف ضعيف. أخرجه الطبري ٢٧٠٩٤ من حديث ابن عمر ، وإسناده ضعيف لضعف عطية بن سعد العوفي. وأخرجه نعيم بن حماد ص ٤٠٣ من طريق فضيل بن مرزوق به لكن عن ابن عمرو ، وهو أشبه فإن هذا الأثر متلقى عن أهل الكتاب ، وابن عمر ما روى عن أهل الكتاب بخلاف ابن عمرو ، والله أعلم.
(١٠٧٢) ضعيف. مداره على رباح بن عبيد الله ، وهو منكر الحديث. أخرجه ابن عدي ٣ / ٧٣ و ٧ / ١١٢ والواحدي في «الوسيط» ٣ / ٣٨٥ والذهبي في «الميزان» ٢ / ٣٧ / ٢٧٢٣ من طرق عن هشام بن يوسف عن رباح بن عبيد الله عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة.
(١٠٧٣) أخرجه الترمذي ٣١٨٧ وابن ماجة ٤٠٦٦ وأحمد ٢ / ٢٩٥ والطبري ٢٧١٠١ والحاكم ٤ / ٤٨٥ ونعيم بن حماد في «الفتن» ص ٤٠٣ والحاكم ٤ / ٤٨٥ من طرق عن حماد بن سلمة به ، سكت عليه الحاكم! وكذا الذهبي! وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد ، فقد ضعفه غير واحد ، روى مناكير كثيرة ، وهذا منها.
ـ وأخرجه الواحدي في «الوسيط» ٣ / ٤٨٥ من طريق حماد بن سلمة بهذا الإسناد موقوفا على أبي هريرة. وهو أصح من المرفوع ، والله أعلم.