(١١٥٠) روى صهيب عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنّ الله تعالى يسلّم على أهل الجنّة. والثاني : تحيّتهم من الملائكة يوم يلقون الله تعالى : سلام ، قاله مقاتل. وقال أبو حمزة الثّماليّ : تسلّم عليهم الملائكة يوم القيامة ، وتبشّرهم حين يخرجون من قبورهم. والثالث : تحيّتهم بينهم يوم يلقون ربّهم : سلام ، وهو أن يحيّي بعضهم بعضا بالسّلام ، ذكره أبو سليمان الدّمشقي.
والقول الثاني : أنّ الهاء ترجع إلى ملك الموت ، وقد سبق ذكره في ذكر الملائكة. قال ابن مسعود : إذا جاء ملك الموت يقبض روح المؤمن قال له : ربّك يقرئك السّلام. وقال البراء بن عازب في قوله تعالى : (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ) قال : ملك الموت ، ليس مؤمن يقبض روحه إلّا سلّم عليه. فأمّا الأجر الكريم ، فهو الحسن في الجنّة.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (٤٥) وَداعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (٤٦) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيراً (٤٧) وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (٤٨))
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً) أي : على أمّتك بالبلاغ (وَمُبَشِّراً) بالجنّة لمن صدّقك (وَنَذِيراً) أي : منذرا بالنار لمن كذّبك ، (وَداعِياً إِلَى اللهِ) أي : إلى توحيده وطاعته (بِإِذْنِهِ) أي : بأمره ، لا أنك فعلته من تلقاء نفسك (وَسِراجاً مُنِيراً) أي : أنت لمن اتّبعك «سراجا» ، أي : كالسّراج المضيء في الظّلمة يهتدى به.
قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيراً) وهو الجنّة.
(١١٥١) قال جابر بن عبد الله : لمّا أنزل قوله تعالى : (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) الآيات ، قالت
____________________________________
(١١٥٠) لم أقف عليه من حديث صهيب ، ولا يصح ، وإنما حديث صهيب فيه إثبات الرؤية دون السلام كذا أخرجه مسلم ١٨١ وغيره ، وتقدم في سورة يونس.
وورد ما ذكره المصنف من حديث جابر بن عبد الله ، وهو ضعيف. أخرجه ابن ماجة ١٨٤ والآجري في «الشريعة» ٦٢٦ والواحدي في «الوسيط» ٣ / ٥١٧ من طريق محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، وإسناده ضعيف. وأخرجه أبو نعيم في «صفة الجنة» ٩١ والبيهقي في «البعث» ٤٩٣ من طريق العبّاداني به. وقال البوصيري في «الزوائد» أبو عاصم العبّاداني منكر الحديث قاله العقيلي. وذكره الهيثمي في «المجمع» ٧ / ٩٨ وقال : رواه البزار ، وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي ، وهو ضعيف.
(١١٥١) لم أره مسندا من حديث جابر ، وتفرد المصنف بذكره ، فهو لا شيء ، وأصل الخبر صحيح دون ذكر نزول الآية ، فقد ورد من حديث أنس بن مالك وليس فيه سبب نزول الآية في الأحزاب. أخرجه البخاري ٤١٧٢ و ٤٨٣٤ وأحمد ٣ / ١٧٣ من طريق شعبة. وأخرجه مسلم ١٧٨٦ وأحمد ٣ / ١٢٢ و ١٣٤ والطبري ٣١٤٥٤ من طريقين عن همام به. وأخرجه مسلم ١٧٨٦ والبيهقي ٥ / ٢١٧ من طريق شيبان. وأخرجه الترمذي ٣٢٦٣ وأحمد ٣ / ١٩٧ من طريق معمر. وأخرجه مسلم ١٧٨٦ والطبري ٣١٤٥٢ والواحدي في «الوسيط» ٤ / ١٣٢ ـ ١٣٣ من طريق سليمان بن طرخان. وأخرجه الطبري ٣١٤٥٣ من طريق سعيد بن أبي عروبة. كلهم عن قتادة
__________________
بعضا بالسلام ، يوم يلقون الله في الدار الآخرة ، واختاره ابن جرير. قلت : وقد يستدل بقوله تعالى : (دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).