وعصيانه ؛ ولعنهم في الدنيا : بالقتل والجلاء ، وفي الآخرة : بالنّار.
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) في سبب نزولها أربعة أقوال :
(١١٧٤) أحدها : أنّ عمر بن الخطّاب رأى جارية متبرّجة فضربها ، وكفّ ما رأى من زينتها ، فذهبت إلى أهلها تشكو ، فخرجوا إليه فآذوه ، فنزلت هذه الآية ، رواه عطاء عن ابن عباس.
(١١٧٥) والثاني : أنها نزلت في الزّناة الذين كانوا يمشون في طرق المدينة يتبعون النساء إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهنّ ، فيرون المرأة فيدنون منها فيغمزونها ، وإنما كانوا يؤذون الإماء ، غير أنه لم تكن الأمة تعرف من الحرّة ، فشكون ذلك إلى أزواجهنّ ، فذكروا ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فنزلت هذه الآية ، قاله السّدّيّ.
(١١٧٦) والثالث : أنها نزلت فيمن تكلّم في عائشة وصفوان بن المعطّل بالإفك ، قاله الضّحّاك.
(١١٧٧) والرابع : أنّ ناسا من المنافقين آذوا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، فنزلت هذه الآية ، قاله مقاتل.
قال المفسّرون : ومعنى الآية : يرمونهم بما ليس فيهم.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٥٩) لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلاَّ قَلِيلاً (٦٠) مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً (٦١) سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً (٦٢))
____________________________________
(١١٧٤) ذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٧١٦ برواية عطاء عن ابن عباس بدون سند تعليقا ـ قلت : وتفرد الواحدي بذكره من غير إسناد ، فهو لا أصل له لخلوه عن الإسناد ، ولم يذكره الواحدي في «الوسيط» ولا رأيت من أخرجه غيره ، فهو لا شيء.
(١١٧٥) ذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٧١٨ عن الضحاك والسدي الكلبي بدون إسناد.
(١١٧٦) ضعيف جدا. ذكره السيوطي في «أسباب النزول» ٩٢٢ قال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ، وإسناده ضعيف جدا ، جويبر متروك ، والضحاك لم يلق ابن عباس.
(١١٧٧) باطل ، ذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٧١٧ عن مقاتل بدون سند ، ومقاتل ممن يضع الحديث ، والمتن باطل.
__________________
وقالت اليهود يد الله مغلولة. والنصارى : المسيح ابن الله والمشركون : الملائكة بنات الله. وفي صحيح البخاري قال الله تعالى : «كذّبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك ...».
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال الله تبارك وتعالى : «يؤذيني ابن آدم يقول يا خيبة الدهر فلا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما». وقال عكرمة : معناه بالتصوير والتعرض لفعل لا يفعله إلا الله بنحت الصور وغيرهما. قلت : وهذا مما يقوي قول مجاهد في المنع من تصوير الشجر وغيرهما ، إذ كل ذلك صفة اختراع وتشبّه بفعل الله الذي انفرد به سبحانه وتعالى. وقالت فرقة : ذلك على حذف مضاف ، تقديره : يؤذون أولياء الله اه. قلت : وأخرج الطبري ٢٨٦٤٠ عن عكرمة قال : الذين يؤذون الله ورسوله هم أصحاب التصاوير.