(١٢١١) أحدها : أنهم كانوا مائة ألف يزيدون عشرين ألفا ، رواه أبيّ بن كعب عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
والثاني : أنهم كانوا مائة ألف وثلاثين ألفا. والثالث : مائة ألف وبضعة وثلاثين ألفا ، رويا عن ابن عباس. والرابع : أنهم كانوا يزيدون سبعين ألفا ، قاله سعيد بن جبير ، ونوف.
قوله تعالى : (فَآمَنُوا) في وقت إيمانهم قولان : أحدهما : عند معاينة العذاب. والثاني : حين أرسل إليهم يونس (فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) إلى منتهى آجالهم.
(فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (١٤٩) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ (١٥٠) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (١٥١) وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٥٢) أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١٥٤) أَفَلا تَذَكَّرُونَ (١٥٥) أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ (١٥٦) فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٥٧) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٥٨) سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٥٩) إِلاَّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (١٦٠) فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ (١٦١) ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ (١٦٢) إِلاَّ مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (١٦٣))
قوله تعالى : (فَاسْتَفْتِهِمْ) أي : سل أهل مكّة سؤال توبيخ وتقرير ، لأنهم زعموا أنّ الملائكة بنات الله (وَهُمْ شاهِدُونَ) أي : حاضرون. (أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ) أي : كذبهم (لَيَقُولُونَ (١٥١) وَلَدَ اللهُ) حين زعموا أنّ الملائكة بناته.
قوله تعالى : (أَصْطَفَى الْبَناتِ) قال الفرّاء : هذا استفهام فيه توبيخ لهم ، وقد تطرح ألف الاستفهام من التّوبيخ ، ومثله : (أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ) و «أذهبتم» يستفهم بها ولا يستفهم ، ومعناهما واحد. وقرأ أبو هريرة وابن المسيّب والزّهري وابن جماز عن نافع ، وأبو جعفر ، وشيبة : «لكاذبون اصطفى» بالوصل غير مهموز ولا ممدود ؛ وقال أبو علي : وهو على وجه الخير ، كأنه قال : اصطفى البنات على البنين فيما يقولون ؛ كقوله : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) (١).
قوله تعالى : (ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) لله بالبنات ولأنفسكم بالبنين؟! (أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ) أي : حجّة بيّنة على ما تقولون ، (فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ) الذي فيه حجّتكم. (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً) فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أنهم قالوا : هو وإبليس أخوان ، رواه العوفيّ عن ابن عباس ؛ قال الماورديّ : وهو قول الزّنادقة والذين يقولون : الخير من الله ، والشّرّ من إبليس. والثاني : أنّ كفار قريش قالوا : الملائكة بنات الله ، والجنّة صنف من الملائكة يقال لهم : الجنّة ، قاله مجاهد. والثالث : أنّ اليهود قالت : إنّ الله تعالى
____________________________________
(١٢١١) ضعيف جدا. أخرجه الترمذي ٣٢٢٩ من طريق الوليد عن زهير به. وأخرجه الطبري ٢٩٦٣٥ من طريق عمرو بن أبي سلمة قال : سمعت زهيرا عمن سمع أبا العالية قال : حدثني أبي بن كعب أنه سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن قوله : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) قال : يزيدون عشرين ألفا. وإسناده ضعيف جدا ، وله علتان : فيه راو لم يسم ، فهذه علة ، والثانية زهير روى عنه أهل الشام مناكير كثيرة ، وهذا الحديث من رواية أهل الشام عنه ، وحسبه الوقف ، والله أعلم.
__________________
(١) الدخان : ٤٩.