نحن آل الله ونحن أهل الله. وكانت العرب قاطبة تعرف ذلك لهم ، فكانوا لا يغزونهم ولا يؤذونهم ، كما كان يغزو (١) بعضهم بعضا ، إكراما لهم واعترافا بشرفهم. فكانت تلك النّخوة وذلك الكبر والافتخار قد ران على قلوبهم ، وأفسدتها تلك العوارض المذمومة وكدّرتها (٢) ونجّستها ، فامتنعت من (٣) قبول تلك القوّة (٤) الطّاهرة (٥) الطّيبة. وقبلتها القلوب التى سلمت من تلك العوارض وصفت منها. فمن أجل ذلك آمنوا بمحمّد (ص) وصبروا معه على الأذى الشّديد والمحن العظيمة ، ولم يهنوا لذلك ، ولا ملّوا ولا ضعفت نياتهم ، بل كانوا يزدادون إيمانا إذا اشتدّ بهم (٦) الأمر وخوّفهم النّاس ، ويقوى يقينهم كما وصفهم الله به ، فقال (٧) : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ (٩) عَظِيمٍ) (٨) فأولئك أسلافنا (١٠) الذين هم أسّ (١١) دعوة الاسلام وقواعد الشريعة. هكذا جرى أمرهم فى قبول الملّة اختيارا من غير إجبار ولا قهر ، وابتداء (١٢) من غير إلف ولا عادة ولا مرور أيّام (١٣) عليهم ولا دهور ؛ بل عملت تلك القوّة الالهية فى قلوبهم وألّفت بينها وجمعتها على قبوله. ونحن فروع لتلك (١٤) الاصول وخلف لذلك السّلف ، وسبيلنا فى حبّ الاسلام واجتماع القلوب (١٥) عليه (١٦) سبيلهم.
__________________
(١) ـ يغزو : يعرف B (٢) ـ كدرتها : + العوارض المذمومةC (٣) من : عن B (٤) القوة : النبوةA (٥) الطاهرة : الظاهرةB (٦) ـ بهم : لهم C (٧) ـ فقال : + الله عزوجل B ، عزوجل C (٨) ـ واتبعوا : فاتبعواB (٩) فضل : الفضل A (١٠) اسلافنا : اسلافهم B (١١) ـ أس : اسوادB (١٢) ـ ابتداء : ابتلاءC (١٣) ـ ايام : اياماC (١٤) ـ لتلك : تلك B (١٥) ـ القلوب : قلوب AC ـ (١٦) عليه : ـ A