ودنياه ، ومن جهل فضله ومنزلته ، لم ينتفع بحكمته إلّا مقدار هذا النّفع الّذي يصل إلى أهل هذا الدهر. فلما خرجوا عن العالم ، لم يبق نفع هذا الكلام وهذه الكتب إلّا ما فيها (١) يومنا هذا. وليست قوة تلك الكتب ، مثل قوّة (٢) كتب أصحاب الشّرائع الذين كانوا أئمّة أهل الأرض دهرا طويلا ، مثل موسى وعيسى وغيرهما ، ومثل محمّد (ص) الّذي هو إمام العالم إلى يوم القيامة ، وفى كلامه من النّفع والضّرّ ما قد فسّرناه. وقد عم ذلك أهل الأرض واشترك فى نفعه المؤمنون به المخلصون فيه ، وأصناف الملحدين والمعطّلين والمنافقين الذين يستترون بالاسلام. ولو لا أحكام الشّريعة وما فى القرآن من الرّسوم والسّنن والفرائض فى المناكحات والمواريث وقسمة الأموال وغير ذلك ، لكان سبيل (٣) الملحدين فى الأزواج والأولاد ، سبيل البهائم ، وكان لا يعرف لهم (٤) رحم ولا نسب ، ولكانت أموالهم نهبا. فقبحا للملحدين الذين رضوا لأنفسهم أن يخرجوا عن أحكام القرآن ، فتكون أمّهاتهم وبناتهم و (٥) أخواتهم بغايا ، ينكحن بلا مهور ولا تزويج ، وينزو عليهنّ (٦) كل مسلم وكافر (٧) ، وأن يكون أولادهم لغير رشدة ، فلا يعرف لهم أب ، وتكون اموالهم منتهبة فى حياتهم ، ومستباحة بعد مماتهم ، ويكون سبيلهم سبيل بهائم الأنعام. فلولا الاسلام وأحكام القرآن ، لماج النّاس بعضهم فى بعض وتهارجوا ؛ فلم يكن نكاح بتزويج ولا قسمة بالسّوية ولا مبايعة على العدل والصلاح. ومن خلع ربقة (٨) الاسلام من (٩) عنقه ، فاتته نفسه قبل أن يرتد إليه طرفه. ولكن (١٠) قد أحاطت سلاسل الدّين
__________________
(١) ـ فيها : + الى AB (٢) ـ قوة : ـ C (٣) ـ سبيل : وسبيل A (٤) ـ يعرف لهم : ـ C (٥) ـ رضوا ... بناتهم و : ـ A (٦) ـ عليهن : عليهم C (٧) وكافر : ـ C (٨) ـ ربقة : رقبةA (٩) من : عن B (١٠) ـ لكن : لكنه B