فسكنت الثانى ذَكَّرْتَ واذا ثَقَّلَتْ الثانى أنثته ولا أدرى ما عِلَّتُه فى ذلك الا أن يكون سَماعا فأما سائر أسمائها كالهادِى والتَّلِيل والشِّرَاع فمذكر قال أبو النجم
على يَدَيْها والشِّراعِ الاطْوَلِ
وكذلك العُنُق واحدُ الاعْناق من الناس وهم الجماعات قال الله تعالى (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) فيمن قال ان الاعْناقَ ههنا الجماعة وقد قيل انها جمع عُنُقٍ ولكنه قال (خاضِعِينَ) حين أضاف الاعناقَ الى المذكرين فهو يشبه قول الشاعر
وتَشْرَقُ بالقولِ الذى قد أَذَعْتَه |
|
كما شَرِقَتْ صَدْرُ القَنَاةِ من الدَّمِ |
(الفُؤَادُ) يذكر ويؤنث وجمعه فى الجِنْسَيْن أفْئِدة قال سيبويه لا نعلمه كُسِّرَ على غير ذلك فاما ما استشهد به ابن الانبارى على تأنيثه من قول الشاعر
شَفَيْتُ النفسَ من حَيَّىْ إيادٍ |
|
بقَتْلَى منهُم بَردَتْ فُؤادِى |
فهكذا يكون غلطُ الضَّعَفة انما فؤادى مفعول ببردتْ أى بردتْ تلك القتلَى فؤادى بقتلِى لهم قال أبو عبيد عن الاصمعى سَقَيتُه شَرْبةً بَرَدَتْ فُؤادَه وقد حكى الفارسى عن ثعلب تأنيثَ الفؤاد ولم يستشهد عليه بشئ (اللسان) يذكر ويؤنث وفى الكلام كذلك واذا قُصِدَ به قَصْدَ الرسالةِ والقصيدة أيضا أنشد قول الشاعر فى التأنيث
أتَتْنى لِسَانُ بَنِى عامِرٍ |
|
أحادِيثُها بَعْدَ قَوْلٍ نُكُرْ |
قال الفارسى واللسانُ الُّلغة وأنشد قول الشاعر
نَدِمْتُ على لسانٍ فاتَ مِنِّى |
|
فَلَيْتَ بانه فى جَوْفِ عِكْمِ |
فهذا لا يكون الا اللغة والكلامَ لان الندَم لا يقع على الاعيان والْعِكْمُ ـ العِدْل وقال الاصمعى معناه على ثَناء فمن أنث اللسان قال ألْسُنٌ لان ما كان على وزنِ فِعَالٍ من المؤنث فجمعه فى الاغلب أَفْعُلٌ كقول أبى النجم
* يأتِى لها مِنْ أَيْمُنٍ وأشْمُلِ*
ومن ذَكَّر فجمعه ألْسِنةً لان ما كان على فِعَالٍ من المذكر فجمعُه أَفْعِلة كمِثالٍ وأَمْثِلة وإزار وآزِرَةٍ وإناءٍ وآنية وسِوارٍ وأَسْوِرة ويقال ان لِسانَ الناسِ علينا حَسَنٌ وحَسَنة أى ثناءهم (العاتِقُ) يذكر ويؤنث وأنشد فى التأنيث