بالتكسير والتصغير أشبههما فإذا أشبههما فيما ذكرنا وجب من أجل هذا الشبه ردّ المحذوف إليه كما ردّ إليهما فلهذه المضارعة التي في القلب بالتحقير والتكسير يرجح عندنا قوُل من قال في أَيْنق أنها أَعْفُل قلبت العين فيها ياء على غير قياس على قول من قال أنها أيفل فذهب إلى الحذف وتعويض الياء منها ويُقَوِّي الوجهَ الأول ثباته في التكسير في قولهم أيانق أنشد أبو زيد :
لَقَدْ تَعَلّلْتُ عَلى أيَانِقِ * صُهْبٍ قَليلاتِ القُرادِ اللازِقِ
فإن قلت فإذا كان الاسم على هذا التفسير فَعَلا بدلالة انقلاب العين ألفا فهلا كان في القلب أيضاً على زنته قبل القلب قيل إن المقلوب قد جاء في غير هذا الموضع على غير زنة المقلوب عنه ألا ترى أنهم قالوا لَهُ جاءٌ عند السلطان فجاءَ على فَعَلٍ وهو مقلوب من الوَجْه فهذا وإن كان عكَس ما ذكرناه من القلب الذي ذهب إليه سيبويه في الاسم والزنة فإنه مثله في اختصاص المقلوب ببناءٍ غيرِ بناءِ المقلوبِ عنه وهذا يؤكد ما ذكرناه من مشابهةِ القلب التحقيرَ والتكسير ألا ترى أن البنائين اختلفا كما اختلف التكسير والتصغير فأما بناءُ الاسم فإنه تَضَمَّنَ معنىَ لامِ المعرفةِ كما تضمنِها أمَسْ فبُني كما بُنَي ولم يجعل في القلب على حدّ ما كان قبل القلب فكما اختلف البناءان كذلك اختلف الحذفان فكان في القلب على حده في أَمْسِ دون سَحَر وقبلَ القلبِ على حد الحذف من اللفظ للتخفيف لاجتماع الأمثال وتقدير الثبات في اللفظ نحو تذكرون فيمن خفف ويستْطِيع وما أشبهه وحكى أبو بكر أن أبا العباس اختار في هذا الاسم أن يكون أصلُه لاَهاً وأن يكون لَهْىَ مقلوبا وأن القول الآخر الذي لسيبويه فيه من أنه من قولهم إلَهٌ وتشبيه سيبويه إياه بأناس ليس كذلك وذلك أنه يقال أناس فإذا دخل الألف واللام بقيت الهمزة أيضاً قال وأنشد أبو عثمان :
إنَّ المَنايا يَطَّلِعْ * نَ على الأنُاسِ الآمينِينا
فكذلك تثبت الهمزة في الإلهِ وقد قَدَّمْتُ في هذا الفصل ما يُسْتَغْنَى به عن الإعادة في هذا الموضع وصحةَ ما ذهب إليه سيبويه من حذف الهمزة التي هي فاءٌ وكونِ