مجيء حسان. قلت : يا رسول الله ، قد حضرتني أبيات احسبها توافق ما تريد ، فقلت :
تَخَيَّر خليطاً من فِعالِكَ اِنَّما |
|
قَرينُ الفتى في القَبرِ ما كان
يَفعَلُ |
وَلابدّ بَعدَ المَوتِ مِن أن
تعٍدَّهُ |
|
لِيَوم يُنادى المَرءُ فيه فَيُقبلُ |
فإن كُنتَ مَشغُولاً بِشَيءٍ فلا تكُن |
|
بِغَير الَّذي يَرضى بِهِ الله
تَشغَلُ |
فَلَن يَصحَبَ الانسانَ مِن بعد
مَوتِه |
|
وَمِن قَبلِهِ إلاّ الَّذي كانَ
يَعمَلُ |
فَلَن يَصحَبَ الانسانَ مِن بعد
مَوتِه |
|
وَمِن قَبلِهِ إلاّ الَّذي كانَ
يَعمَلُ |
اَلا اِنَّما الانسانُ ضَيفٌ لاِهلهِ |
|
يُقيمُ قليلاً بَينهُمُم ثُمَّ
يَرحَلُ (١) |
* وروى الشيخ الصدوق قدسسرهم عن الامام الصادق عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
« مرّ عيسى بن مريم عليهالسلام بقبر يُعَذَّبُ صاحبه ثمَّ مرَّ به مِن قابل فإذ هو ليس يعذّب.
فقال : يا ربّ مررتُ بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعذّب ، ثمّ مررت به العام ، فإذا هو ليس يعذّب؟
فاوحى الله عزّ وجلّ اليه :
يا روح الله انّه ادرك له ولد صالح. فأصلح طريقاً وآوى يتيماً فغفرت له بما عمل ابنه » (٢).
* * *
__________________
وذكر ابن الجوزي : ان الصلصاح قدم مع بني تميم وانّ النبي صلى الله عليه وآله أوصاهم بشيء فقال قيس بن عاصم : وددت لو كان هذا الكلام شعراً نعلِّمه أولادنا ، فقال الصلصال : انا انظمة يا رسول الله ، فانشده أبياتاً. واوردها ابن دريد في أماليه عن أبي حاتم السجستاني عن العتبي عن أبيه قال : قال قيس بن عاصم وفدت مع جماعة من بني تميم ، فدخلت عليه وعنده الصلصال بن الدلهمس ، فقال قيس : يا رسول الله عظنا عظة ننتفع بها ، فوعظهم موعظة حسنة ، فقال قيس : احبّ أن يكون هذا الكلام أبياتاً من الشعر نفتخر به على من يلينا وندخرها ، فامر من يأتيه بحسان ، فقال الصلصال : يا رسول الله قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما أراد قيس فقال هاتها فقال : ... الخ).
(١) الأمالي للشيخ الصدوق : ص ١٢ ـ ١٣.
(٢) الأمالي للصدوق : ص ٤١٤.