لعاباً يتقذرهم أهل الجمع ، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم ، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار ، وبعضهم أشدّ نتناً من الجيف وبعضهم يلبسون جباباً سابغة من قطران لا زقة بجودهم.
فأما الذين على صورة القردة فالقات (١) من الناس.
وأما الذين على صورة الخنازير فأهل السحت.
وأما المنسكون على رؤؤسهم فآكلة الربا.
والعُمي الجائرون في الحكم.
والصم والبكم المعجبون بأعمالهم.
والذين يمضغون بألسنتهم فالعلماء والقضاة الذين خالف أعمالهم أقوالهم.
والمقطعة أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران.
والمصلبون على دذوع من نار فالسعاة بالناس الى السلطان.
والذين هم أشدّ نتناً من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات ، ويمنعون حقّ الله في أموالهم.
والذين يلبسون الجباب فأهل الفخر والخيلاء (٢).
* * *
__________________
(١) قال العلاّمة الطريحي في مجمع البحرين : ج ٢ ـ ٢١٤ : ( ... في الحديث (الجنة محرمة على القتات) والمراد به النمام ، من قتّ الحديث نمَّه واشاعه بين الناس.
ومنه (يقتّ الأحاديث) أي ينمها.
وفيه : (من بلغ بغض الناس ما سمع من بغض آخر منهم فهو القتات ، فلا ينبغي سماع بلاغات الناس بعضهم على بعض ولا تبليغ ذلك.
وقيل : النمام هو الذي يكون مع القوم يتحدثون فينمَّ عليهم ، والقتات هو الذي يتسمعّ على القوم ، وهم لا يعلمون فينم حديثهم.
وقوله عليهالسلام : الجنة محرّمة على القتاتين المشائين بالنميمة ، هو بمنزلة التأكيد للعبارة الاُولى) انتهى كلامه رفع مقامه.
(٢) رواه الطبرسي في مجمع البيان : ج ٥ ، ص ٤٢٣ ـ ٤٢٤ ، طبعة طهران ـ المكتبة العلمية الاسلامية في تفسير ( وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا ) من سورة النباء وذكره المجلسي في البحار ـ ج ٧ ، ص ٨٩.