وأما لو كان حقاً للناس :
فإن كان حقاً مالياً فيجب عليه أن يوصله لصاحب الحقّ ، أو وارثه.
وأما اذا لم يكن حقاً مالياً ، فإن كان قد أضلّ انساناً فيجب عليه هدايته.
وإن كان حدّاًَ مثل قول الفحش فإن كان ذلك الشخص عالماً باهانته له ، فعليه أن يمكّنه من الحدّ من نفسه.
وإن لي يكن عالماً ففيه خلاف بين العلماء ، ويرى الأكثر إن كان اخباره يوجب أذاه واهانته ، فلا يلزم الإخبار لذلك.
وكذلك الحكم اذا استغاب انساناً ، انتهى (١).
__________________
الكافي : ج ٧ ، ص ١٨٥ ، ورواه الشيخ الطوسي في التهذيب : ج ١٠ ، ص ٨ ، ح ٢٢.
(١) أقول : من المناسب في هذا المقام جداً أن انقل الرواية الشريفة التي رواها السيّد الرضي رضي الله تعالى عنه في (نهج البلاغة) في باب المختار من قصار كلماته عليهالسلام : ج ٤ ، تحت رقم ٤٠٢ ، ص ٩٧ ، شرح محمّد عبده.
وقال عليهالسلام لقائل قال بحضرته ، استغفر الله ثكلتك امك أتدري ما الاستغفار؟!
الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معانٍ :
أولها : الندم على مامضى. والثاني : العزم على ترك العود إليه أبداً.
والثالث : أن تؤدي الى المخلوقين حقوقهم حتّى تلقى الله أملس ليس عليك تَبِعَةٌ.
والرابع : أن تَعمِدَ الى كل فريضة عليك ضَيَّعتَها فتؤدي حقها.
والخامس : أن تَعمِدَ الى اللحم الذي نبت على السُّحت فتذيبه بالأحزان حتّى تُلصِقَ الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد.
والسادس : أن تذيق الجسم أَلم الطاعة كما اذقته حلاوة المعصية ، فعند ذلك تقول استغفر الله.
وقد عقد الميرزا العارف الكامل العامل آية الله الشيخ جواد الملكي التبريزي ـ قدس الله روحهه الطاهرة ـ فصلاً جليلاً في كتابه الشريف (السير الى الله) حول المعصية ، نحيلك عليه لما حوى ذلك الفصل من الآداب المهمّة والمطالب الجليلة.
السير الى الله ، تأليف الميرزا الملكي التبريزي ، ترجمة وشرح صاحب هذه السطور : ص ١ي٤٧ ـ ١٧٧ ، الطبعة الاُولى ، دار التعارف بيروت.
كذلك يستحسن مراجعة ما كتبه الشيخ السالك العارف الواصل الشيخ البهاري