ويقول عليهالسلام :
وإياك أن تغتر بما ترى من اخلاد أهلها وتكالبهم عليها فانّهم كلابٌ عاوية وسباع ضاريةٌ ، يهرُّ بعضها على بعض ، يأكل عزيزها ذليلها ، ويقهر كثيرها قليلها (١). يقول : الفقير : قد أخذ الحكيم السنائي (٢) هذا المعنى ونظمه شعراً فقال :
اين جهان برمثال مردارى است |
|
كركسان گرد أو هزار هزار |
اين ، مر آن همى زند مخلب |
|
آن مر اين راهمى زند منقار |
آخر الامر بگذرند همه |
|
وزهمه بازماند اين مردار |
__________________
وروي عن الامام الصادق عليهالسلام انّه قال : « تمثلت الدنيا لعيسى عليهالسلام في صورة امرأة زرقاء.
فقال لها : كم تزوجت؟
قالت : كثيراً.
قال : فكلّ طلّقك؟
قالت : بل كلّاً قتلت.
قال : فويح لازواجك الباقين كيف لا يعتبرون بالماضين » من المؤلّف رحمهالله.
أقول : رواه الحسين بن سعيد الاهوازي الكوفي ، في الزهد ن باب ٨ ، ح ١٢٩ ، ص ٤٨ ، ونقله في البحار : ج ١٤ ، ص ٣٣٠ ، ح ٦٧ ، وفي : ج ٧٣ ، ص ١٢٥ ، ح ١٢٠.
(١) رواه الشيخ ورام في تنبيه الخواطر ونزهة النواظر : ج ١ ، ص ٧٧. ونقله عن المجلسي في البحار : ج ٧٣ ، ص ١٢٣ ، ح ١١١ ، وفي : ج ٧٧ ، ص ٢٠٧ ، ح ١. كشف المحجة لثمرة المهجة للسيّد ابن طاووس : الفصل ١٥٤ ، ص ١٦٦ ، باختلاف يسير.
(٢) الحكيم السنائي : أبو المجد ن مجدود بن آدم ، الحكيم الغزنوي العالم العارف الشاعر الكامل الذي يستشهد بأشعاره المتقنة ، وكان على مذهب أهل البيت عليهمالسلام وكان في بداية أمره من رجال بلاط الحاكم الغزنويين ، وكان من مدّاحي السلطان ابراهيم الغزنوي ، ثمّ تاب وأناب وصار من أهل السير والسلوك ، وكان الملا الروحي مع فضله ومقامه ـ فانّه كان قطب وقته وسر سلسلة الشعراء العرفانيين ـ يعد نفسه من اتباع الحكيم السنائي.
ومن شعره وآثاره : الهي نامه ـ حديقة الحقيقة ـ بهروز وبهرام ـ حديقة الحقيقة وشريعة الطريقة ـ ديوان قصائد وغزل ـ رموز الأنبياء وكنوز الأولياء ـ زاد السالكين ـ طريق التحقيق ـ سير العباد الى المعاد ... وغير ذلك.
راجع في ترجمة : روضات الجنات : ج ٧ ، ص ٢٣٦ ـ ٢٤٢. ريحانة الأدب : ج ٣ ، ص ٧٩ ـ ٨٧. الكنى والألقابك ج ٢ ، ص ٢٩١ ـ ٢٩٢ ، وغير ذلك.