بسم الله الرحن الرحيم
الحمد لله غير مقنوطٍ من رحمته ، ولا مخلوٍّ من نعمته ، ولا مأيوسٍ من مغفرته والصلاة والسلام على أشرف بريّته محمّد وآله سيّما المعصومين من أهل بيته وعترته ، معادن العلم وينابيع الحكم.
من المناسب أن نبدأ كلمتنا بكلامٍ لمولانا أمير المؤمين عليهالسلام كان كثيراً ما ينادى به أصحابه :
تجهّزوا رحمكم الله! فقد نودي فيكم بالرحيل ، وأقلّوا العُرجة على الدنيا ، وانقلبوا بصالح ما بحضرتكم من الزاد ، فإنّ أمامكم عقبة كؤوداً منازل مخوفة مهولة لابدّ من الورود عليها والوقوف عندها.
(نهج البلاغة : ٣٢١ ، الكلام ٢٠٤).
الكتاب الماثل بين يديكم أيّها الكرام بيان مختصر لتلكم العقبات والمنازل المشار إليها في كلام إمام الموحدّين وسيّد المبشّرين والمنذرين بعد رسول ربّ العالمين ؛ من جملة تأليف المحدّث الكامل والمذكّر العامل المرحوم الحاج الشيخ عبّاس القمّي ـ تغمّده الله برحمته ـ وقد كان كتبه باللغة الفارسيّة ، ولأهميته وتعميماً للفائدة اهتمّ الفاضل النبيل والسيّد الجليل سماحة المحقق السيّد ياسين الموسوي ـ دامت إفاضاته ـ بترجمة هذا السفر القيّم إلى العربيّة مع مزيا شتّى نافعة ، ذكرها هو نفسه في التقديم.