قائمة الکتاب
حول موضوع الكتاب
١١الأول منازل : الموت
وفيه عقبتان :
من منازِلُ الآخرة المهولة : القبر
وفيه عقبات :
مِن المنازل المَهوُلة : البرزخ
من منازل الآخرة المهولة : القيامة
ساعة خروج الإنسان من قبره
موقف الميزان
موقف الحساب
موقف نشر الصحف
من موارد الآخرة المَهولة : الصراط
خاتمة
ملحَقُ للمترجم
إعدادات
منازل الآخرة والمطالب الفاخرة
منازل الآخرة والمطالب الفاخرة
تحمیل
( والخوف غير القنوط ) (١).
وانّ الاشكال المتقدم انّما هو على القنوط وليس على الخوف ، لأن الخوف لم يترك الأمل وهو الرجاء ، بل يقف الى جانبه يوازنه ، لأن الأمل ـ الرجاء ـ بلا خوف معناه الغرور والحماقة.
وعلى كل حال فالخوف اسلوب مطلوب لتأديب النفس ولكنه لابدّ وأن يلازمه الرجاء ليتوازن ميزان النفس فلا افراط ولا تفريط ، فكلما ازداد الخوف ازداد الرجاء والأمل.
وعلى السالك أن ينتبه الى حالة الخوف أن لا تكون ملكة نفسانية عنده ، وكذلك الرجاء ، بحيث يكونا الداعي الى عبادته تعالى ، كما يلزم المرشد أن ينتبه في وعظه وارشاده وهدية أن لا يكون تأكيده على الخوف والرجاء بحيث تكونا ملكة عند من يرشده ويعظه. فانّ حالة الخوف وحالة الرجاء مع أهميتهما لاستقامته ولكنهما ليستا غايتين تامتين ، وانّما الغاية التامّة أن يكون السالك يعبد الحقّ لغاية اسمى وهي ارادته للحقّ عزّ وجلّ ومعرفة معنى العبودية والمعبود والعابد والعبادة ليتمّ معنى الشكر كما في كلمات أمير المؤمنين عليهالسلام : « الهي ما عبدتك خوفاً من عقابك ولا طمعاً في ثوابك ، ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك » (٢).
وفي رواية اُخرى عنه عليهالسلام : « ما عبدتك خوفاً من نارك ، ولا طمعاً في جنتك ، ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك » (٣).
في نهج البلاغة عنه عليهالسلام قال : « انّ قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار ، وانّ قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وانّ قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار » (٤).
* * *
__________________
(١) المصدر السابق.
(٢) راجع البحار : ج ٤١ ، ص ١٤.
(٣) راجع البحار : ج ٧ ، ص ١٨٦ ، وفي : ص ١٩٧. وفي : ص ٢٣٤. وفي : ج ٧٢ ، ص ٢٧٨.
(٤) نهج البلاغة شرح محمّد عبده : ج ٤ ، ص ٥٣.