النفس ) ويشتد عليه بصيف كل سنة ، ولذلك فهو يسافر الى الأماكن التي تخف فيها الحرارة كمشهد المقدّسة ، ولكنه وبسبب الأوضاع الصعبة فانّه لم يعزم على السفر الى مشهد المقدّسة ، وكان قد اعتاد بعد رحلته الأخيرة الى النجف الأشرف أن يقضي الصيف في سورية ولبنان ، ولكنه بسبب الخلاف السياسي بين العراق وسورية آنذاك لم يستطع السفر الى سورية وبقي في النجف الأشرف يصارع مرضه الذي لم يكتف بثقله الجاثم على الشيخ المريض وانّما استعان عليه بمرض آخر فابتلي الشيخ بمرض الاستسقاء ولمدة ثلاثة أشهر. وقد أخذ منه كثيراً من قوته البدنية بحيث لم يستطع الصلاة من قيام وانّما كان يؤديها من جلوس حتّى توفي في النجف الأشرف بعد النصف من ليلة الثلاثاء ، الثالث والعشرين من شهر ذي الحجّة الحرام من سنة ١٣٥٩ هـ وقد عم البلاد الحزن والألم والتفجع على هذه الخسارة الكبرى بموت هذا العالم الجليل ، ففي الخبر « اذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة ».
وحمل على الأكتاف الى الصحن العلوي الشريف وقد صلى عليه المرحوم آية الله العظمى السيّد أبو الحسن الاصفهاني ودفن عند رجلي الشيخ النوري في الايوان الثالث على يمين الداخل من الباب القبلي الى الصحن الغروي (١) وكان ذلك بوصية منه على ما قيل.
* * *
__________________
(١) مصفى المقال/ اغا بزرك الطهراني : ص ٢١٥. وفيات العلماء : ص ٢٣٢. نقباء البشر : ج ٣ ، ص ١٠٠٠. تاريخ قم لناصر الشريعة : ص ٢٧٤. معارف الرجال لحرز الدين : ج ١ ، ص ٤٠٢. ريحانة الأدب للمدرسي : ج ٤ ، ص ٤٨٨. وغيرها من المصادر.