إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٢٤)) [١٢٠ ـ ١٢٤]
(١) كان أمة : بمعنى كان إماما يؤتمّ به أو كان صاحب ملّة. وقد روى البخاري عن عبد الله بن مسعود أن معنى الأمة معلم الخير والقانت المطيع (١).
في الآيات :
١ ـ تقرير بأن إبراهيم كان إماما على طريق الحق خاضعا لله ملتزما حدوده غير منحرف عنها وغير مشرك بالله أحدا ، وشاكرا لنعم الله ، وبأن الله قد اصطفاه وشمله بعنايته وهداه إلى الطريق القويم وهيّأ له أسباب الخير والطمأنينة والفلاح في الدنيا وجعله في الآخرة في عداد الصالحين المستحقين لحسن الجزاء.
٢ ـ وخطاب للنبي بأن الله قد أوحى إليه باتباع ملّة إبراهيم وطريقته التي ليس فيها انحراف ولا شرك.
٣ ـ وبيان بأن الله قد جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وبأن الله سوف يقضي بينهم يوم القيامة فيما اختلفوا فيه.
ولم يرو المفسرون رواية ما في صدد نزول هذه الآيات أيضا ، ويتبادر لنا أنها ـ وبخاصة الأربع الأولى منها ـ متصلة بالآيات السابقة. فقد كان العرب يردون ما يسيرون عليه من تقاليد دينية ، ومن جملة ذلك تقاليد التحريم والتحليل إلى ملة إبراهيم فجاءت الآيات معقبة على الآيات السابقة بقصد الردّ والتنديد وبيان جوهر هذه الملة. وكونها هي التي أوحى الله بها إلى النبي وكون ما جاء في القرآن من تحليل وتحريم ـ وبخاصة في الأطعمة الحيوانية ـ هو الصحيح من هذه الملة الذي يجب الأخذ به.
__________________
(١) التاج ج ٤ ص ١٣٩.