صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ (١٣٨) قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (١٣٩)
أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (١٤٠))
وانما كان قول اليهود كونوا هودا تهتدوا فقط ، وقول النصارى كونوا نصارى فقط فجمع الله تعالى قوليهما ليوجه نبيه ص وآله ليقابلهم جميعا بكلمة واحدة فقط :
(قل لهم ـ يا محمد ـ : (بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ـ مثل اليهود والنصارى قل فريق جعل لله شريكا وابنا ، وهو يدعي كذبا وزورا انه يعترف بالله الذي لا اله الا هو ، واحد أحد فرد صمد (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ).
ثم أمره أن يعلن الايمان الصحيح والاسلام الحق الذي هو الاعتراف لله بالوحدانية والتصديق بجميع رسله وانبيائه وكتبه وشرايعه لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ولأمره وارادته مستسلمون ومسلمون وبقضائه وحكمه راضون مذعنون.
(فَإِنْ آمَنُوا) بمثل ما آمنتم (فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا) ... (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) انه ليس على المؤمن الصحيح الا أن يستقيم ضمن حدود الله تعالى ولا يتعداها ولا ينحرف عن خطه المستقيم ذات الشمال وذات اليمين ، فلا يميل مع الاهواء حيث مالت. وعلى المؤمن أن يعتز بالحق وان كان وحده وان كان لا يملك من متاع الدنيا شيئا. فان كفالته وحراسته من خالقه هي الغنى والقوة التي لا تفنى ولا تقهر ولا يغلب مدى الأبد.
(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (١٤١))