ونفى كل ما يمت الى الاوثان ، وربط الشعائر التي أقرها الاسلام بوصفها شعائر الله وشعائر ابراهيم الخليل (ع) وسيأتي مزيد بيان عن فريضة الحج ان شاء الله تعالى.
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (١٥٩) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٦٠) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٦١))
لقد كان أهل الكتاب يعرفون مما بين ايديهم من الكتاب مدى ما في رسالة محمد ص وآله من حق ومدى ما في الاوامر التي يبلغها من صدق. ومع هذا كانوا يكتمون هذا الذي بينه الله لهم في الكتاب ، فهم وأمثالهم في كل زمان ممن يكتمون الحق الذي أنزله الله مداهنة للزعماء والاغنياء أرباب الجاه والمال ، فانهم كانوا يسكتون عن بيان الحق وهم يعرفونه ، ويكتمون العلامات والصفات التي وردت في كتبهم في صفات محمد ص وآله ووجوب تصديقه واعتناق دينه فلا يبرزونها بل يكتمون ويسكتون عنها ويخفونها ليخفوا الحقيقة التي تحملها هذه الآيات عندهم لغرض من أغراض الدنيا لنيل مال أو جاه : (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ).
واللعن هو الطرد وشدة الغضب والخزي ، الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا ما كتموا وما أخفوا ببيانه ، وهنا تظهر عظمة الاسلام انه لا يسد الباب أمام النادمين المنيبين فيقبل توبتهم ، فاما الذين يصرون على عصيانهم ولا يسارعون الى التوبة والندامة فسوف يصلون نارا وعذابا
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ) اولئك اغلقوا على أنفسهم باب الرحمة والمغفرة والعفو فلا يتلقاهم صدر فيه حنان ، ولا عين فيها قبول ، ولا لسان فيه تحية. انهم ملعونون مطرودون.