فاذا هم تخلوا عن توجيه الله لهم وتوجيه رسوله ص وآله ، معناها فقد تخلوا عن أسباب النصر الوحيد الذي يركنون اليه ، ومن ثم تلك الآداب مرعية حتى مع اعدائهم الذين فتنوهم ومثلوا ببعضهم أشنع التمثيل ، (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ ، وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ).
واذا كان النص ـ عند نزوله ـ يواجه قوة المشركين في زمانه ، فان النصر عام الدلالة ، وسار الى يوم القيامة ، ففي كل زمان أو مكان تقوم قوة ظالمة تصد الناس عن الدين ، وتحول بينهم وبين سماع الدعوة الى الله ، وتوجد الظلمة والمضطهدون.
وهذا المبدأ العظيم الذي سنه الاسلام العادل في أوائل حياته ، ما يزال قائما حتى القيامة ، فاذا انتهى الظالمون عن ظلمهم وكفوا عن الحيلولة بين الناس وطاعة خالقهم فلا عدوان عليهم (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) هذه مزايا الاسلام مع أعدائه وفي حربه وجهاده وهذا هو التعقيب الذي ينهي آيات القتال مع الاعداء ، فيأمر بالعدل والتقوى والاحسان عند انتصاره على أعدائه.
(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (١٩٦)
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ (١٩٧)
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ