العبد وربه وبين الخالق والكون ، وبين الكون والانسان ، فالله عزوجل هو خالق الكون بالحق وخلق كل شيء فيه بقدر وحكمة ، وهذا الانسان مخلوق بقصد وتصميم ، غير متروك سدى ومهيأ له كل الظروف الكونية المناسبة لوجوده وخلافته في هذه الحياة الوقتية تعينه على التكامل الانساني ليصبح صالحا أن يسكن الجنات النعيم بجوار الابرار والصديقين. خلقه بحكمته وخلق لأجله الاشياء كلها ، وخلقه لطاعته ليسعد بذلك حيا في هذه الحياة الوقتية ، وحيا بعد هذه الحياة ، في الحياة الابدية دار الخلود والنعيم. والاعتقاد بالحياة الآخرة ـ بعد هذه الحياة ـ يؤدي دوره الاساسي في افاضة السلام على روح المؤمن وعالمه ، ونفي القلق والسخط والقنوط.
ان العقيدة بالنعيم الخالد الذي لا يزول ترفع عن المؤمن الصراع المحموم الذي تداس فيه القيم ، وتداس فيه الحرمات بلا تحرج ولا حياء ، فهناك الآخرة التي فيها عطاء وغناء وفيها عوض عما يفوت في هذه الحياة.
ومعرفة المؤمن بان هناك غاية لوجود الانسان في هذه الحياة هي العمل الصالح وطاعة الله العظيم التي ترفعه عن مستوى الحيوانات الى درجة الملائكة المقربين وفوق ذلك بدرجات ، انها درجة الخلافة الالهية والسفارة الربانية ، والوزارة النبوية ،.
شعور المؤمن بانه يمضي مع ارادة الله ، في طاعة الله ، لتحقيق ما يرضي الله ، هو المضي في الطريق المؤنس ، بلا حيرة ولا قلق ، ملؤها العون والمدد ، ملؤها الامن والاطمئنان ، ومن ثم يحس المؤمن بالسلام في روحه حتى وهو يقاتل اعداء الله والحق ، فهو انما يقاتل لله ، وفي سبيل الله ، ولاعلاء كلمة الله ، ولا يقصد في قتاله جاها او مغتنما ، أو حياة او شيء يخشى فواته بقتل نفسه.