ويستمد من الله وحده العون فقد نجا وتتمثل نجاته في استمساكه بالعروة الوثقى لا انفصام لها.
ان الايمان بالله عروة وثيقة لا تنفصم أبدا ، وانها متينة لا تنقطع ، انها موصلة الى النجاة الى الحقيقة (وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) يسمع منطق الألسنة ، ويعلم مكنون القلوب ، فالمؤمن الموصول به لا يظلم ولا يخيب (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ).
انه مشهد عجيب حي موح ، لا يخاطب الا الذهن بالمعاني والالفاظ (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) يهديهم الى الايمان ، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يقودونهم الى الكفر والطغيان.
ان الايمان نور ، نور واحد في طبيعته وحقيقته .. وان الكفر ظلمات متعددة متنوعة. ان الايمان نور يشرق به كيان المؤمن من اول ما ينبثق في ضميره تشرق به روحه فتشق وتصفو وتشع من حولها ، نورا ووضاءة ووضوحا ، نور يكشف حقائق الاشياء وحقائق القيم والتصورات نور يكشف الطريق الى الناموس الكوني فيطابق المؤمن بين حركته وحركة الناموس الكوني. وهو نور واحد ، يهدي الى طريق واحد ، فاما ضلال الكفر فظلمات شتى منوعة ..
(أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) ، واذ لم يهتدوا بالنور فليخلدوا اذن في النار وبئس المصير.
ان بعض المغرضين من اعداء الاسلام يرمونه بالتناقض فيزعمون انه فرض بالسيف في الوقت الذي يقرر فيه ان (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ)
لقد انتضى الاسلام السيف وناضل وجاهد في تاريخه الطويل لا ليكره احدا على اعتناق الاسلام بل ليكفل عدة اهداف كلها من خير الانسان وسعادته في الدارين معا.