وهذه الآية وان كانت قد نزلت بمناسبة موقعة أحد الا ان مصداقها الاهم والاولى هو الانقلاب الذي حصل لهؤلاء المنافقين بعد موت النبي ص وآله مباشرة ، فتركوه مسجى على فراشه بدون غسل ودفن وسارعوا الى عقد خلافتهم المبشومة التي اغتنموا فيها انشغال حيدر الكرار بتجهيز النبي المختار ومواراته في مقره الاخير. وأبرموا خلافتهم الضالة المضلة التي جلبت على الاسلام والمسلمين المصائب والويلات من ذلك العهد الى عصرنا هذا والى يوم القيامة سيبقى شرها وفسادها قائما لا ينتهي وفرقوا المسلمين شيعا وأحزابا ، وما كفاهم هذا الانقلاب وهذه الفضيحة لهم ، حتى أسرعوا يحملون الحطب لحرق بيت فاطمة على كل من فيه ـ ان لم يخرج علي ويبايع السامري ـ وفي البيت خير أهل الارض الذين باهل بهم النبي ص وآله نصارى نجران ، وأعلى بهم الله كلمة الاسلام وخذل المنافقين والكفار.
نعم أراد هؤلاء المنافقون أن يحرقوا بيت علي وبيت النبي وفيه أهل البيت الذي زكاهم وطهرهم من الرجز تطهيرا وأوجب حبهم ومودتهم على كل من أقر لله بالوحدانية ولمحمد بالرسالة.
نعم كان في البيت الذي أراد أهل السقيفة حرقه ، جميع بني هاشم ومعهم سلمان المحمدي وابو ذر والمقداد وعمار ، ومع هذا كله فقد أقدم ابن الخطاب على حرق هذا البيت على من فيه فقيل له ان في البيت فاطمه بنت النبي. قال : وان ، لان حب الرياسة أفقده جميع مداركه ، وحمل مع بقية المنافقين السلاح وكل من مر بهم أو رأووه خبطوه ومسحوا يده على يد عجلهم الذي عبدوه من دون الله الواحد القهار. وهذا ما كان يشير اليه النبي ص وآله لعلي (ع) (أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي).