وفي الوقت ذاته لم يجفف ما بين المرأة وزوجها ، من صلات بل ترك للسماحة والتراضي والمودة مجالا وسيعا اذا سامحت بحقها عن رضى منها.
(لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (٧))
البيان : هذا هو المبدأ العام ، الذي أعطى الاسلام به (النساء) منذ أربعة عشر قرنا حق الارث كالرجال ـ من ناحية المبدأ ـ كما حفظ به حقوق الصغار الذين كانت الجاهلية تظلمهم وتأكل حقوقهم ، لان الجاهلية كانت تنظر الى الافراد حسب قيمتهم العملية في الحرب والانتاج.
أما الاسلام فجاء بمنهجه الرباني ، ينظر الى (الانسان) ـ اولا ـ حسب قيمته الانسانية. وهي القيمة الاساسية التي لا تفارقه في حال من الاحوال ، ثم ينظر اليه ـ بعد ذلك ـ حسب تكاليفه الواقعية في محيط الاسرة وفي محيط الجماعة ، وهذا هو الحق والعدل لا غير.
(وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (٨))
البيان : والمفهوم من هذه الآية : انه اذا حضر وقت قسمة الثروة أقارب الميت الذين لا يحق لهم الاثر أو اليتامى والمساكين مطلقا فارزقوهم من هذه الثروة التي قد أتتكم بدون تعب ولا عناء. ويكون ذلك شكرا لله على ما قسمه لكم وبرا عن الميت الذي قد ورثكم هذه الاموال ، وجبرا لخاطر الاقارب الذين كان وجودكم مانعا لوصولها اليهم وجبرا لخاطر المساكين واليتامى الذين يأملون احسان المحسنين عند رزق الله لهم ، وهذا حث على الاحسان ، وتأليفا للقلوب ، وجبرا لخواطر المحتاجين