البيان : هاتان الآيتان ، مضافا اليهما الاية الثالثة التي في نهاية السورة (يَسْتَفْتُونَكَ). هذه الايات الثلاث تتضمن أصول علم الفرائض في المواريث ، اما التفريعات فقد فصلتها السنة.
ان الله هو الذي يوصي ، وهو الذي يفرض ، وهو الذي يقسم الميراث بين عباده ، كما أنه هو الذي يوصي ويفرض في كل شيء ، هو يقسم الارزاق ، ومن عنده ترد التنظيمات والشرايع.
هذا هو دين الاسلام ، وليس هناك دين غيره ، وليس هناك اسلام آخر.
اما ارادة الميت فهي التي تعينها الوصية ، ولا وصية فيما يزيد عن الثلث ، وهو ضمان للوارث.
واللمسة الاولى لفتنة قرآنية لتطبيب النفوس تجاه هذه الفرائض حيث أن هناك من تدفعهم عواطفهم للمحاباة فدفع بقوله عزوجل : (آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً).
واللمسة الثانية لتقرير اصل القضية ، فالمسألة ليست مسألة هوى ومصلحة خاصة ، انما هي مسألة الدين ومسألة الشريعة ، (فَرِيضَةً مِنَ اللهِ).
وهي اللمسة الثالثة في هذا التعقيب ، تجيء لتشعر القلوب بان قضاء الله للناس هو المفروض من الله عزوجل لانه حكيم وعادل وخبير بما يفرض ويحكم ، فاتباعه ربح وصواب.
فهذه الفرائض (وَصِيَّةً مِنَ اللهِ) وعنه صادرة ، ومردها اليه ، فلا تتبعوا الهوى ، وهي واجبة القبول لانها صادرة من المصدر الوحيد الذي عنده العلم الاكيد ، والعدل الشامل.
(تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ