فلا دين ولا ايمان ، ولا اسلام ، انما هو الشرك والكفر والفسوق والاجرام لهؤلاء.
هذا هو الامر في جملته وفي حقيقته .. ومن ثم يستوي أن يكون الخروج على حدود الله تعالى في أمر واحد أو في الشريعة كلها ، لان الامر الواحد هو الدين ، فالعبرة بالقاعدة التي تستند اليها الاوضاع
هذه هي الحقيقة الكبيرة التي تشير اليها الفرائض المذكورة ، فاما اسلام واذعان ، واما كفر وعصيان.
(وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (١٥) وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً (١٦))
البيان : ان الاسلام يمضي هنا على طريقة في تطهير المجتمع وتنظيمه ، فأمر أول الامر بابعاد النساء الفاحشات .. ثم اختار فيما بعد عقابهن وعقاب الرجال أيضا عقوبة واحدة. هي حد الزنا كما ذكر في سورة النور ، وهي الرجم للمحصنات ، والجلد لغيرهن وكذلك الرجال ، وفي كل حالة يوفر التشريع الاسلامي الضمانات التي يتعذر معها الظلم والخطأ والظن. وفي النص دفة هائلة فهو يحدد أربعة شهود يرون الجريمة رأي العين بدون اشتباه ويمنع من شهادة النساء مهما كثرن في هذه الجريمة ، لعلمه بالميل مع عاطفتهن الكثيرة.
وفي المجتمعات الجاهلية اليوم تتعاون جميع الاجهزة على تحطيم الحواجز الاخلاقية وتزيين الشهوات البهيمية ، وعلى اهاجة الجنس بشتى الوسائل ، وعلى ترذيل المشاعر الفطرية.
وحين ندرك عمق هذه الحقيقة ندرك جانبا من عظمة الاسلام