أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً خَبِيراً (٣٥))
البيان : الموضوع الاخير في هذا الدرس ، هو تنظيم مؤسسة الاسرة وضبط الامور فيها وتوزيع الاختصاصات وتحديد الواجبات واتقاء عناصر التهديم فيها جهد المستطاع.
ان الذي خلق هذا الانسان جعل من فطرته (الزوجية) شأنه شأن كل مخلوق في الوجود.
(ومن كل شيء خلقنا زوجين اثنين لعلكم تذكرون) ثم شاء أن يجعل الزوجين في الانسان شطرين للنفس الواحدة ، ومن أهمية التقاء شطري النفس الواحدة ، لانشاء مؤسسة الاسرة ، ومن ضخامة تبعة هذه المؤسسة اولا في توفير السكن والحصان للنفس بشطريها ، كانت تلك التنظيمات الدقيقة المحكمة التي تتناول كل جزئيه من شؤون هذه المؤسسة.
ونرجو أن يكون قارىء هذه الصفحة على ذكر مما سبق في صفحات هذا الجزء نفسه ، وقد قلنا أن المؤسسة الاولى هي الحياة الانسانية ، من ناحية انها نقطة البدء التي تؤثر في كل مراحل الطريق ، والمنهج الرباني يراعي هذا ويراعي به الفطرة والاستعدادات الموهوبة لشطري النفس الواحدة ، لاداء الوظائف المنوطة بكل منهما وفق هذه الاستعدادات ، لما يراعى به العدالة في توزيع الاعباء على شطري النفس الواحدة.
والمسلم يجب أن يعرف ابتداء ان الرجل والمرأة كلاهما من خلق الله عزوجل ، وان الله لا يريد أن يظلم أحدا من خلقه ، وهو يهيئه ويعده لوظيفة خاصة ، ويمنحه الاستعدادات اللازمة.
ومن ثم فقد زودت المرأة فيما زودت به من الخصائص بالرقة