والعطف وسرعة الانفعال بغير وعي ولا سابق تفكير ، صنع الله الذي اتقن كل شيء.
وهذه الخصائص ليست سطحية ، بل هي غرائز في التكوين العضوي والعصبي والعقلي ، والنفسي للمرأة. وقد حدد الاسلام ايضا صفة قوام الرجل من رعاية وصيانة وحماية ، وتكاليف في نفسه وماله ، وآدابه وسلوكه مع زوجته وابنائه ومجتمعه وجميع أبناء جنسه بدون تفريط.
وهكذا نرى ـ في هذا الدرس ـ مدى الجدية والخطورة في نظرة الاسلام الى المرأة وعلاقات الجنسين ومؤسسة الاسرة ، وما يتصل بها من الروابط الاجتماعية ، ونرى مدى اهتمام المنهج الاسلامي بتنظيم هذا الجانب الخطير من الحياة الانسانية ، ونطلع على مناهج من الجهد الذي بذله هذا المنهج العظيم ، وهو يأخذ بيد الجماعة المسلمة ليصعد بها الى القمة السامقة على هدى الله الذي لا هدى سواه.
(وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً (٣٦)
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً (٣٧) وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً (٣٨) وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللهُ وَكانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيماً (٣٩) إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً (٤٠) فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً (٤١) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً (٤٢))
البيان : هذه الفقرة تبدأ بالامر بعبادة الله وحده ، والنهي عن