الم تعلموا ان الساكت عن انكار المنكر شيطان اخرس وهو يشارك المجرم في اجرامه. و (قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ) (قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها). انه لم يكن العجز الحقيقي هو الذي يحملهم على قبول الذل والهوان. بل هو حرصهم على دنياهم. وهنا بنهي المشهد المؤثر : (مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ) ويمضي هذا الحكم الى آخر الزمان. متجاوزا تلك الحالة الخاصة التي كان يواجهها النص في تاريخ معين وفي بيئة معينة. يمضي حكما عاما يلحق كل مسلم تناله الفتنة في دينه.
(وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (١٠٠) وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكافِرِينَ كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً (١٠١))
البيان : ان المنهج الرباني القرآني. يعالج في هذه الآية مخاوف النفس المتنوعة وهي تواجه مخاطر الهجرة. في مثل تلك الظروف الحرجة والتي قد تنكرر بذاتها في كل حين مع الاشرار.
فهو اولا يحدد الهجرة ـ بان تكون في سبيل الله ـ وهذه هي الهجرة المعتبرة في الاسلام فليست هجرة لاجل الدنيا وملذاتها. ومن يهاجر هذه الهجرة ـ في سبيل الله ـ يجد السعة.
وان مات (فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ) وما الذ هذه الهجرة واربحها ان عاش وجد سعة وان مات مات شهيدا وهل هناك سعادة وثراء اسمى واغلى من ذلك يا اولى الالباب.
(وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ) ان الضارب في الارض في حاجة ماسة الى الصلة الدائمة بربه تعينه على ما هو فيه. واما القصد هنا انه ينبىء ان الصلاة لا تترك بحال فاذا خاف الانسان على نفسه من لص او وحش