للصلاة ولشؤون الحياة وكان هذا المكان ملتقى لكافة المسلمين ، لا يتجنبه الا الذين يتآمرون على المسلمين والاسلام ـ من المنافقين والاشرار ـ ولذا اقترنت النجوى في معظم المواضع بالمنافقين.
وهذه حقيقة تنفعنا نحن اليوم كما كانت منفعة لآبائنا الاقدمين فالمجتمع يجب أن يكون اليوم كذلك وان ترجع افراده الى قيادتهم وأولي العلم منهم فلذا قال عزوجل.
(فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) والنص القرآني هنا يستثنى نوعا من النجوى ، هو في الحقيقة مؤامرة على فتنة الاخيار من الاشرار ، والمنافقين حتى يومنا هذا لم يزالوا.
(وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً (١١٥) إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً (١١٦))
البيان : المشاقة لغة أن يأخذ المرء شقا مقابل الحق وأهله ومعناه انه يتبع الباطل ويترك الحق ، ويختار الضلال ويترك الهدى ، ويترك الاسلام والمسلمين ويتبع الكفار والمنافقين ويخالف الله ورسوله فيما أمرا ونهيا وهذا لا يضر الا نفسه لا غير.
(إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِناثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطاناً مَرِيداً (١١٧) لَعَنَهُ اللهُ وَقالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (١١٨) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً (١١٩) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً (١٢٠) أُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً (١٢١))
لقد كان العرب في جاهليتهم يزعمون أن الملائكة بنات الله ، ثم يتخذون لهذه الملائكة تماثيل يسمونها أسماء الاناث (اللات ، والعزى ، ومناة) وأمثالها ثم يعبدون هذه الاصنام ـ بوصفها تماثيل لبنات الله ـ