يتقربون بها الى الله زلفى ، كان هذا على الاقل في مبدأ الامر ثم نسوا أصل الاسطورة ، وأصبحوا يعبدون الاصنام ذاتها ، بل يعبدون جنس الحجر كما سيأتي ان شاء الله. كذلك كان بعضهم يعبد الشيطان نصا ـ ولم يزل لحد الان في نواحي الموصل بالعراق منهم فريق ـ انهم يدعون الشيطان ـ عدوهم القديم ـ ويستوحونه ويستمدون منه هذا الضلال والشيطان يتمثل في نفسه وما يبثه في النفس من شهوات ونزوات .. والمسلم يكافحه في ذات نفسه كما يكافحه في اتباعه ، معركة متصلة طوال الحياة ، ويستعين بالله عليه.
ومن يجعل الله مولاه ويستعين به على الشيطان ، فهو ناج ، ومن يجعل الشيطان مولاه فهو الهالك (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً) خسر سعادة الدنيا والآخرة
(وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً) وحين يرتسم المشهد على هذا النحو ، والعدو القديم يفتل الحبال ويضع الفخ ليستدرج فريسته (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً).
والصدق المطلق في قول الله هنا ، يقابل الغرور الخادع والاماني الكاذبة في قول الشيطان. وشتان بين من يثق بوعد الله ، ومن يثق بتغرير الشيطان له.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً (١٢٢))
(لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (١٢٣) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً (١٢٤))
البيان : ولقد كان اليهود والنصارى يقولون (نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ