وَأَحِبَّاؤُهُ) وكانوا يقولون (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) وكان اليهود لا يزالون يقولون : (نحن شعب الله)
ولعل بعض المسلمين كانوا يتركون العمل اعتمادا على قوله عزوجل (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) وان الله سيتجاوز عما يقع منهم بما أنهم المسلمون.
فجاء هذا النص يرد على الجميع ويخبرهم أن الايمان بالله العظيم ، واعتناق الدين الصحيح مع العمل الصالح ، هو فقط المنجي من العتاب والعقاب عند علام الغيوب الحق العدل الذي لا يدع صغيرة ولا كبيرة الا يحصيها ويجازى بالاحسان احسانا وبالسيئات عذابا وهوانا واتباع الاسلام هو اتباع لابراهيم الخليل (ع) دون سواه.
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً (١٢٥) وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً (١٢٦))
البيان : وافراد الله تعالى بالالوهية يصاحبه في القرآن كثيرا أفراده سبحانه بالملك والهيمنة والسلطان والقهر والتدبير ، فالتوحيد الاسلامي ليس مجرد توحيد ذات الله وكفى ، كلا انما هو توحيد ايجابي في كل حركة أو سكون تجري في هذا الكون وما حواه ، ومتى شعرت النفس وأيقنت أن لله ما في السموات وما في الارض ، وانه بكل شيء محيط لا يفلت شيء عن حكمه وسلطانه ، كان هذا باعثها القوي الى الاعتزاز بهكذا اله ، وبهكذا معبود على كل شيء قدير واذا قال للشيء كن فيكون وهو مع عبيده أينما كانوا وهو أرأف بهم من أنفسهم فهو مالك كل شيء وبكل شيء محيط ، لا يقهره شيء ولا يفوته شيء وهو على كل شيء قدير.