الحقيقة ، ولا يتوقف ذلك على رضى الناس ، فدين الله للبشر ومنهجه للناس عامة ، وهو لا يتغير في أساسه كما انه لا يتغير في مصدره ، وكما هو مقتضى الالوهية.
لذلك عبر السياق هنا عمن يريدون التفرقة بين الله ورسله : (بان يؤمنوا بالله ويكفروا برسله) وعمن يريدون التفرق بين الرسل : (بان يؤمنوا ببعضهم ويكفروا ببعض) فعبر عن الجميع بانهم كافرون بالله
لان الايمان وحدة لا تتجزأ ، الايمان بالله ملازم للايمان بوحدته ووحدة رسله ودينه. فمن آمن مع هذا التوحيد الشامل وعمل به كان حقيقة مؤمنا وكل من خالفه فهو من الكافرين. (أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا ، وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً) ، ولان هذا التوحيد الشامل قد اختص بدين الاسلام وقرآنه المجيد ، ورسوله الصادق الامين أعلن انذاره للهائل فقال عزوجل :
(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) ، (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ).
وجميع الكتب السماوية عند الاسلام حق مالم تغير أو تحرف عما انزلها الله عزوجل. والاسلام انما يتشدد هذا التشدد في توحيد العقيدة في الله ورسله ، لان هذا التوحيد هو الاساس اللائق بتصور المؤمن لالهه ـ سبحانه ـ كما أنه هو الاساس اللائق بوجود منظم غير متروك للتعدد والتصادم ، ولانه هو العقيدة اللائقة بانسان يرى وحدة الناموس في هذا الوجود ، اينما امتد بصره ، ولانه التصور الكفيل بضم المؤمنين جميعا في موكب واحد ، يقف امام صفوف الكفر ، وفي حزب واحد يقف امام أحزاب الشيطان.
ومن ثم كان الاسلام هو الدين الصحيح ، وكان المسلمون هم