(وَكانَ اللهُ سَمِيعاً عَلِيماً) ، هنا يربط الامر في النهاية بالله بعد ما ربطه في البداية بحب الله وكرهه .. وليشعر القلب البشري ان مرد تقدير النية والباعث لله السميع الذي لا تخفى عليه خافية.
(إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ ...) هنا يرتفع المنهج التربوي بالنفس المؤمنة والجماعة المسلمة درجة أخرى. عندئذ يشيع الخير في المجتمع المسلم ، ويؤدي دوره في تربية النفوس وتزكيتها اذا اخفوه.
(فان الله كان غفورا قديرا)
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً (١٥٠) أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً (١٥١) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (١٥٢))
البيان : لقد كان اليهود يدعون الايمان بانبيائهم وينكرون رسالة عيسى ومحمد ص وآله ، كما كان النصارى يقفون بايمانهم عند عيسى (ع) ـ فضلا عن تأليهه ـ وينكرون رسالة محمد ص وآله.
وكان القرآن المجيد ينكر على هؤلاء ، وهؤلاء. ويقرر التصور الاسلامي الشامل الكامل ، عن الايمان بالله عزوجل ورسوله ص وآله ، بدون تفريق بين الله ورسله ، وبدون تفريق كذلك بين رسله جميعا ، وبهذا الشمول كان الاسلام هو (الدين) الذي لا يقبل الله من الناس غيره لانه هو الذي يتفق مع وحدانية الله عزوجل ، ومقتضيات هذه الوحدانية لا غير.
ان التوحيد المطلق لله سبحانه يقتضي توحيد دينه الذي أرسل به الرسل للبشر ، ويقتضي أيضا توحيد رسله الذين حملوا هذه الامانة للناس ، وكل عقيدة تخالف هذا فهو كفر بوحدانية الله تعالى في