ويزيدهم ضلالا يقدر علمهم ويحسبون انفسهم علماء. فهم الذين تحول قشور العلم بينهم وبين ادراك دلائل الايمان الصحيح .. أو لا تبرز لهم ـ بسبب علمهم الناقص السطحي ـ علامات الاستفهام.
(إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً (١٦٣) وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً (١٦٤) رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٦٥))
البيان : فهو اذن موكب واحد يتراءى على طريق التاريخ البشري الموصول ورسالة واحدة بهدى واحد للاننار والتبشير. موكب واحد يضم هذه الصفوف المختارة من بين البشر.
كلهم تلقى الوحى من الله. ولكن الاتباع قد غيروا بعد انبيائهم ما اتى به الأنبياء. الا القرآن المجيد فانه محفوظ من الله تعالى لانه حجة الله الدائمة الى يوم القيامة. فهو بلقي كما انزل من عند ربه لم يتغير منه حرف ولا حركة منذ وجد حتى عصرنا وحتى الابد.
(لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ) ولله الحجة البالغة في الانفس والآفاق. ولكنه عزوجل رحمة بعباده وتقديرا لغلبة الشهوات على تلك الاداة العظيمة التي أعطاها لهم ـ وهي اداة العقل ـ اقتضت رحمته وحكمته ان يرسل اليهم الرسل (مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ)
يذكرونهم ويبصرونهم ويحاولون استنفاذ فطرتهم. وتحرير عقولهم من ركام الشهوات التي تحجب عنها دلائل الهدى وموصيات الايمان في الانفس والآفاق (وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً).
ـ ان دور العقل ان يتلقى عن الرسالة. ووظيفته ان يفهم ما