يتلقاه عن الرسول. ومهمة الرسول ان يبلغ ويبين. ويستنفذ الفطرة الانسانية مما يرين عليها من الركام. وينبه العقل الانساني الى تدبر الدلائل وموجبات الايمان في الانفس والآفاق. وان يرسم له منهج التلقي الصحيح. ومنهج النظر الصحيح. وان يقيم له القاعدة التي ينهض عليها منهج الحياة العملية المؤدي الى خير الدنيا والآخرة.
وليس دور العقل ان يكون حاكما على الدين ومقرراته ـ بعد قيام الدليل لديه على صحته ـ وبعد ان يتحقق لديه انه صادر عن الله تعالى ... فهو اذن ملزم بقبول مقررات الدين متى بلغت اليه عن طريق صحيح. ومنى فهم عقله ما المقصود بها وما المراد منها.
ان رسالة الاسلام تخاطب العقل السليم. بمعنى انها توقظه من غفلته وتوجهه لكل خير. وتقيم له منهج النظر الصحيح.
ان دور العقل هو ان يفهم ما الذي يفرضه النص الآلهي على العباد لانه من خالق العباد.
ـ ان الاسلام دين العقل .. نعم بمعنى انه يخاطب العقل بقضاياه. ومقرراته ولا يقهره بل يصحح له منهج النظر ويدعوه الى تدبر دلائل الهدى وموجبات الايمان في الانفس والآفاق.
فاذا قرر الله سبحانه حقيقة في أمر الكون أو أمر الخلائق او في الفرائض او في النواهي. فهذا الذي يقرره الله واجب القبول والطاعة ممن يبلغ اليه.
ان الذي يقول انه (مسلم) اما ان يبلغ ويؤدي هكذا. والا فلا نجاة له في الدنيا ولا في الآخرة.
انه حين يقول : انا مسلم ، ثم لا يبلغ ولا يؤدي كل انواع البلاغ والاداء ، فقد كذب بفعله ما قاله في فمه ، وتبدأ شهادته للاسلام الذي