عن الامام الصادق (ع) : ان الله تعالى أمر آدم (ع) أن يجعل وصيه ولده هابيل من بعده ويسلمه ميثاق الانبياء والشرائع التي أنزلت عليه من ربه ، ففعل آدم كما أمره الله عزوجل : وكان ولده قابيل اكبر سنا من أخيه هابيل فأخذته الحمية واتهم والده بالمحاباة لأخيه عليه فيما فعل من الوصية له ، فقال آدم : هذا الامر من الله تعالى وليس لي به دخل فلم يصدق قابيل فأمر الله تعالى آدم أن يأمرهما أن يقربا قربانا فمن نزلت نار فأكلت قربانه فهو الوصي. فرضيا بذلك وقربا كل منهما ، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل دون قربان قابيل فحسده ايضا على ذلك ووسوس له الشيطان قتل أخيه فقتله كما ذكر في القرآن المجيد.
وليس الامر كما يروي الافاكون ان النزاع كان بينهما لأجل زواج كل منهما اخت الآخر فهذا كذب وافتراء على الله وصفوته الذين عصمهم الله وطهر طينتهم من كل رجس وفساد. وقد ذكرنا كيفية بدء النسل في أول الجزء الاول من هذا الكتاب فليراجعه من أحب ص (٣٤).
(مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُنا بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (٣٢))
البيان : من أجل ذلك الاعتداء في الارض وعلى المسالمين الخيرين ، الذين لا يريدون شرا ولا عدوانا ومن أجل أن الموعظة والتحذير لا يجديان في بعض الجبلات المطبوعة على الشر نفعا ـ يعدل قتل النفس الواحدة قتل الناس جميعا.
هذا فيما أخذ المعنى على الظاهر أما اذا تعمقنا في فهم المعنى فانه ينعكس ظهور المعنى فمما يناسب ان يكون المراد بالقتل الذي يعدل قتل الناس جميعا ، هو الضلال والاضلال للنفس وخروجها من الهدى الى الضلال ومن الصلاح الى الفساد.